أشار بيان صادر عن المصالح الصحية للجيوش الفرنسية أن رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، نقل إلى مؤسسة استشفائية عسكرية باريسية ثانية لمواصلة فترة نقاهته. وامتنعت نفس المصالح عن الإشارة إلى اسم المؤسسة، فيما أكد مسؤول فرنسي آخر بأن الرئيس متواجد بالمؤسسة الصحية ''المعطوبون'' (ليزانفاليد). تخضع إقامة النقاهة في المؤسسة الصحية ''المعطوبون'' (ليزانفاليد) بالضاحية الباريسية لوصاية وزارة الدفاع الفرنسية، وتتخصص في المساعدة على استعادة الوظائف الحركية للمرضى. وقد أعلنت عن الخبر صحيفتا ''لوباريزيان'' و''لوبينيون'' الفرنسيتان، قبل بيان المصالح الصحية للجيوش الفرنسية. وقالت الصحيفة الأولى إن بوتفليقة نقل إلى تلك الإقامة، وهي المرة الرابعة منذ 2005 التي ينقل فيها بوتفليقة للعلاج في فرنسا. من جهة أخرى، أكد الناطق باسم الخارجية الفرنسية تواجد الرئيس بوتفليقة بفرنسا، مكتفيا بالقول، خلال لقاء مع الصحافة أمس، إن السلطات الجزائرية هي المخولة لإعطاء تفاصيل عن وضعية الرئيس، مضيفا أن بوتفليقة متواجد بفرنسا منذ 27 أفريل وأن السر الطبي يحصر تقديم معلومات عن حالته في الشخص المعني وأفراد عائلته في ظروف محددة. وأوضح الناطق باسم الخارجية أن استقبال الرئيس بوتفليقة في مستشفى ''فال دو غراس'' يعكس تقاربا بين البلدين. في المقابل، قالت مصادر رفيعة ل''الخبر'' إن السعيد بوتفليقة، الشقيق الأصغر للرئيس، رفض اقتراحا من الوزير الأول، عبد المالك سلال، بإرسال فريق صحفي من التلفزيون لنقل صور للرئيس بوتفليقة، بحجة أن ''الظرف لا يسمح''. ورغم صدور بيان جديد عن الوزير الأول، عبد المالك سلال، حول صحة رئيس الجمهورية، وتعزيزه بتصريحين أحدهما من عبد القادر بن صالح، رئيس مجلس الأمة، والآخر من بشير مصيطفى، كاتب الدولة لدى الوزير الأول مكلف بالاستشراف والإحصائيات، إلا أن هذا لم يوقف موجة ''الإشاعات'' المرتبطة بتطورات حالة الرئيس الصحية. وواصلت صحف فرنسية ودولية تقديم معلومات يشير أغلبها إلى وضع صحي حرج لرئيس الدولة. ومن الواضح أن الأمر الوحيد الذي من شأنه أن يضع حدا للجدل المتنامي حول من يقول الحقيقة عن صحة الرئيس، هو ظهوره صوتا وصورة، لكن هذا الأمر أيضا ''لا يسمح به الظرف''، وفقا لتعبير السعيد بوتفليقة، الذي يرافق الرئيس في رحلة العلاج ب''فال دوغراس''. ووفقا لنفس المصادر، فإن الوزير الأول عبد المالك سلال هو من اقترح تنقل فريق صحفي إلى فرنسا بشكل يشبه التعاطي مع مرض بوتفليقة في ,2005 وينقل مقربون من سلال أنه توجه بالطلب بعدما لاحظ قلق الرأي العام وعدم اقتناعه بالرواية الرسمية. وقالت مصادر موثوقة إن طلب سلال تم قبل نحو أسبوع لما أحس بأنه وحيد في مواجهة رأي عام قلق لم يعد يثق في البيانات الرسمية. وفي سياق التضارب الإعلامي حول صحة الرئيس بوتفليقة، تحدث أيضا المؤرخ بنجامين سطورا، الذي يقدم نفسه صديقا لبوتفليقة، أمس، قائلا: ''من الصعب القول إنه ما يزال حيا''، وأضاف يقول لإذاعة ''أوربا ''1: إن ''الصحافة الجزائرية تتساءل منذ بضعة أيام، بضعة أسابيع.. إن غيابه عن الساحة يفتح جملة من التساؤلات حول إمكانية خلافته''، هذا في وقت خرج الوزير الأول عبد المالك سلال ببيان ''مبهم'' يضيف مزيدا من الغموض أكثر على حالة بوتفليقة، جاء فيه أن ''مرض رئيس الجمهورية سيصبح عما قريب مجرد حدث عابر''. وفي سياق متصل، صرح بشير مصيطفى، كاتب الدولة لدى الوزير الأول مكلف بالاستشراف والإحصائيات، أن ''صحة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة جيدة وأنه سيعود لممارسة مهامه قريبا''. وقال في حوار مع صحيفة ''الراية'' القطرية، ردا على سؤال إذا كان الرئيس بوتفليقة يعتزم ترشيح نفسه لعهدة جديدة: ''هذا الأمر يتعلق بالمستقبل وليس هناك إشارات أو تفاصيل حول هذا الموضوع الآن''.