منذ شروع الوزير الأول عبد المالك سلال في زيارات تفقدية قادته لعدة ولايات، كان موكبه يسلم من محاصرة المحتجين، لكن الزيارة رقم 12 التي قادته أمس لولاية سوق أهراس خرجت عن المألوف، حيث اضطر سلال إلى النزول من سيارته بعدما قطعت مواطنة طريقه رفقة أولادها احتجاجا على وضعيتها الاجتماعية المزرية، ليلتحق بها بعد دقائق جمع غفير من المواطنين. اشتكى مواطنون من بلديتي سوق أهراس وطاروة من والي الولاية الذي يرفض حسبهم، استقبالهم للسماع إلى انشغالاتهم، حيث تفاجأ الوزير الأول عبد المالك سلال من سيدة في الأربعينيات من عمرها تقطع موكبه بعد منعها من قبل حرسه الشخصي الاقتراب منه لإسماعه طلبها. ونقلت المحتجة للوزير الأول تعرضها إلى الظلم من قبل المسؤولين المحليين الذين طردوها من منزل كانت تشغله. وكان احتجاج هذه المواطنة، الشرارة التي أشعلت غضب المواطنين الذين تجمعوا عند نقطة زيارة سلال لتفقد مشروع إنجاز 2700 سكن عمومي إيجاري، و300 و1500 سكن عمومي إيجاري، و460 و760 سكن عمومي إيجاري “بوس09”، حيث أبلغوه شكاواهم المتعلقة برفض والي الولاية استقبالهم، وهنا أعطى سلال تعليمات للوالي للشروع في استقبالهم. وفي بلدية طاورة، اشتعل غضب شباب بطّال اصطفوا لاستقبال سلال خلال معاينته للمسبح شبه الأولمبي، حيث أبلغوه بعدما وافق على السماع إليهم بأن توزيع مناصب المسابقات يجري ب”المعريفة”، لاسيما في قطاع التعليم العالي، وكانت هذه الوقفة الاحتجاجية بحضور وزير التعليم العالي رشيد حراوبية الذي حاول “تمويه” سلال عن مطالب الشباب. في المقابل، كانت المفاجأة كبيرة لوزير السكن عبد المجيد تبون عندما اكتشف “الغش” في وضع الحشيش في حي سكني يضم 250 و500 سكن عمومي إيجاري بدائرة سدراتة، ناهيك عن توقف مشروع سكن تساهمي منذ 2007، لكن مدير التسيير والترقية العقارية لسوق أهراس حاول تبرير ذلك بنقص اليد العاملة، ووعد تبون بالتحقيق في القضية. من جهة ثانية، تفقد الوزير الأول بسدراتة حي 250 سكن عمومي إيجاري في طور التهيئة الخارجية وكذا ورشة بناء محطة كهربائية ب60/30 كيلوفولط، حيث شدد سلال مجددا على نوعية أشغال التهيئة لمجموع هذا الموقع الذي “يجب أن يتوفر على جميع شروط الراحة وكذا التجهيزات الضرورية لفائدة العائلات على غرار هياكل الصحة والتعليم والترفيه”. وبنفس المدينة استفسر الوزير الأول حول مدى تقدم ورشة إنجاز محطة كهربائية لازالت في طور الإنجاز منذ مارس 2011 من طرف مؤسسة برتغالية بمبلغ يقارب 730 مليون دينار والتي من المزمع تسلمها في الثلاثي الثالث من السنة الجارية وهو التاريخ المحدد للتشغيل الجزئي. ودعا سلال ممثل الشركة البرتغالية إلى “تقليص الآجال وبذل مجهود إضافي لتسليم هذا المشروع بمناسبة إحياء عيد الاستقلال الوطني في 5 جويلية المقبل”.