أعلن وحيد حاليلوزيتش، مدرّب المنتخب الوطني، بأنه لا يرغب في مواجهة المنتخب المصري في المباراة الفاصلة في الدور التصفوي الأخير المؤهل لمونديال البرازيل، مضيفا بأنه يتعيّن على اللاّعبين وضع الأقدام على الأرض، كون المنتخب، حسبه، لم يتأهّل بعد إلى نهائيات كأس العالم. قال حاليلوزيتش في تصريح ل”ليكيب” الفرنسية، إن المنتخب المصري “يلعب كرة جماعية بشكل جيد وطريقة لعبه ممتازة، كما أنني أعرف الخلفيات في مواجهات الجزائر ومصر، لذلك لا أرغب في الالتقاء بالمنتخب المصري”، مضيفا “عدا منتخب مصر، فإننا قد نواجه منتخبي السنغال أو الكامرون، لذلك علينا أن نضع الأقدام على الأرض، لأننا لم نقتطع بعد تأشيرة التواجد في البرازيل”. وأضاف وحيد حاليلوزيتش بأنه لم يكن يرغب في البداية برمجة المباراة الودية في أوت المقبل أمام منتخب غينيا، مشيرا “وافقت على موعد أوت حتى ألتقي باللاعبين وأتحدث إليهم حول ما ينتظرنا من رهان، خاصة وأن المباراة المقررة أمام منتخب مالي في سبتمبر ستجري دون ضغط، والتفكير يجب أن ينصبّ على المباراة الفاصلة، ومن الضروري الحديث إلى اللاّعبين لتحضيريهم معنويا، لأنني أخشى على اللاّعبين الغرور”. جبّور قائد حقيقي وخلال حديثه عن المجموعة، قال المدرّب الوطني إن نقطة قوة المنتخب الجزائري هي لعبه الجماعي، مشيرا “قلت للاّعبين بأن قوتكم تكمن في اللّعب الجماعي، كما أن بعض العناصر تعطي مثالا إيجابيا، على غرار رفيق جبّور الذي تغيّر كثيرا وأصبح قائدا بأتم معنى الكلمة”، مضيفا “بلغتني أخبار سابقا عن جبّور بخصوص نقصه البدني وتأخره وبعض المشاكل، لكن اليوم جبّور هو مثال إيجابي، على غرار حليش أو بوڤرة، فهؤلاء لهم تأثير إيجابي على المجموعة، ما يجعلني متفائلا، وتبقى قوة التشكيلة في تماسكها وهو ما قلته للاّعبين خلال حديثي معهم بعد نهائيات كأس أمم إفريقيا، فقد شدّدت على احترام القواعد الانضباطية والحفاظ على قوة المجموعة، وقد أصبحت أطالبهم بالكثير وقلت لهم أيضا إنني لن أرضى بالتعادل في البينين وفي رواندا، والنتيجة أن المنتخب فاز في كل مبارياته”. مراسلة رئيس الجمهورية وتصريحات اللاّعبين شكّلت ضغطا على المنتخب في جنوب إفريقيا ولم يفوّت حاليلوزيتش الفرصة للقول من جديد بأنه كان على وشك الانسحاب من تدريب المنتخب الجزائري بعد “الكان”، لولا رئيس الاتحادية واللاّعبين وتفكيره مليا في الأمر. وقال حاليلوزيتش “تدريب المنتخب الجزائري كانت أصعب مهمة في مشواري، وهي مهمة معقدة. لقد تأثرت بالإقصاء في جنوب إفريقيا، لكنني بقيت على رأس المنتخب، وقد حظيت بدعم كبير”، مضيفا “خلال دورة جنوب إفريقيا كان هناك ضغط كبير، وتلقيت أيضا قبل مباراة تونس برقية من رئيس الجمهورية.. والشعب الجزائري المولع بالكرة كان يتوقّع تتويجنا باللّقب، وحتى تصريحات بعض اللاعبين كانت تعد بجلب الكأس. ومن هنا كانت الصدمة كبيرة والأنصار لم يدركوا محدودية منتخبهم، والخسارة أمام تونس أثرت على الجميع وأعلم بأن الأمر كان مرتبطا ب”البريستيج الجهوي”، خلال المباراة بين الجزائروتونس”. وحسب حاليلوزيتش، فإن المنتخب افتقد الخبرة في جنوب إفريقيا “رغم لعبنا الجماعي”، مضيفا “بعض اللاعبين لم يستحقوا التواجد في “الكان”، لكنني احتفظت بهم لأنهم ساهموا في التأهّل، والتحكيم أيضا أثر علينا في المباريات الثلاث، والحظ خاننا، فقد كنا الأفضل من حيث الاحتفاظ بالكرة ولم ينقصنا الكثير عن التأهل”، مضيفا “الاتحادية توفر كل الإمكانات، فلدينا طائرة خاصة تنقلنا إلى أي مكان وهناك أيضا إمكانات مادية ومركز تقني بسيدي موسى من طراز عالي، ونحن نحضّر في أفضل الظروف والمنتخب الجزائري يتواجد في الطريق الصحيح. لكن أقول أيضا إن بلوغنا الدور الأخير من تصفيات المونديال لا يعني بأننا في البرازيل، لأننا نتبقى دائما منتخبا هشّا ولم نحقق أي شيء لحد الآن”. وتحدث حاليلوزيتش أيضا عن سعادته ببلوغ الدور الأخير، مشيرا “عشت على الأعصاب مباراة مالي أمام البينين بعد ساعات فقط على فوزنا في رواندا، وكنت في الفندق في كيغالي وتابعت المباراة على الانترنيت، قبل أن أتنفس الصعداء بعد تعادل مالي والبينين، وأعترف بأنها المرة الأولى التي أتأهّل فيها بفضل منتخب آخر (يضحك). أتحدث مع بلفوضيل وليس مع وكيل أعماله وأشاد المدرب الوطني بقدرات سفير تايدر “الذي يعتبر أخطر وسط ميدان أمام مرمى المنافس، رغم أنه أهدر عدة فرص (يضحك)، مضيفا بأنه يرفض الحديث إلى وكيل أعمال إسحاق بلفوضيل حين أجاب عن التحاق لاعب بارما بالمنتخب، حيث قال مستغربا “بلفوضيل في المنتخب؟ من قال هذا؟”، ليجيب “إنه وكيل أعماله.. أنا لا أتحدث مع الوكيل، بل مع اللاعب ولا أريد وسطاء، فالدفاع عن الألوان الوطنية مقدس”. وأوضح مدرب المنتخب الوطني بأنه يعرف بأن الجمهور الجزائري شغوف بالمنتخب “وهو فخور بهذا المنتخب، لذلك يجب احترام القواعد الانضباطية والمنتخب أيضا”.