رافع الأمين العام لحركة النهضة فاتح ربيعي أمس ببسكرة من أجل توافق أحزاب المعارضة على مرشح واحد تخوض به الانتخابات الرئاسية القادمة التي شدد على ضرورة أن تكون ذات مصداقية تشرف عليها حكومة وفاق وطني، تمكن من التغيير السلس لإنقاذ الجزائر من مظاهر الفساد الذي استشرى وتحكم في جميع مفاصل الدولة والمجتمع. أوضح الأمين العام لحركة النهضة في الكلمة التي ألقاها أمام مناضليه بمناسبة انطلاق أولى جلسات التحضير للمؤتمر الولائي الخامس بقاعة الأطلس في بسكرة، أنه “آن الأوان لرفع الوصاية على الشعب وتمكينه من انتخابات نزيهة ذات مصداقية، وألا تضيع فرصة التغيير السلمي على الجزائر التي ضيعت العديد من الفرص ولا تحتمل ضياع مناسبات أخرى”. وطرح ربيعي رؤية حزبه بضرورة خروج أحزاب المعارضة مهما كان لونها بمرشح واحد للابتعاد عن المرشح الأرنب أو مرشحي تزيين الواجهة، لكن بشرط أن تكون الانتخابات غير مغلقة ولا يفرض فيها مرشح الإجماع على الشعب، وقال ربيعي بهذا الشأن: “لسنا مع مرشح الإجماع أو التوافق، نحن مع مرشح المعارضة السياسية مع شرط انتخابات نزيهة تشرف عليها حكومة وفاق وطني”، وأكد أن هذا هو الخيار الذي يراه صالحا للجزائر التي تحتاج لرئيس يعيد قطار الإصلاحات إلى السكة ويعيد النظر في عدة قوانين. ولم يفوت ربيعي الفرصة للحديث عن الفساد الذي غرقت فيه الجزائر نتيجة تشجيع الرداءة ومنح المناصب بمعيار الولاء المغشوش والجهوية، والنتيجة برأيه تبذير فاضح وكارثي للمال العام، مستدلا بقضايا سوناطراك والغش في البكالوريا. لكنه عاد للقول إن رأس الفساد وأقبح أنواعه هو الفساد السياسي الذي أفرز مؤسسات ضعيفة وهشة غير قادرة على لعب دورها على أكمل وجه مما يفرض تنظيف الحياة السياسية وترشيدها وعقلنتها.