بدت حالة الانتعاش جد واضحة في تصريحات العديد من الفنانين المصريين، عقب قرار المجلس العسكري عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي، بما تم تفسيره بأنه فرصة حقيقية لمجال الفن والثقافة في مصر للعودة إلى الساحة العربية، بعد أن ظلت تشهد حالة ركود كبيرة منذ 2011. يعتبر الفنان عادل إمام أكبر المحظوظين من عزل الإخوان المسلمين من الحكم، رغم أنه كان جد متحفظ في إبراز مواقفه ضد الإخوان خلال فترة حكم مرسى، بل إنه سجل في إحدى المداخلات التلفزيونية كلمة ثناء ومديح في حق مرسي عقب اللقاء الذي جمعه به في قصر الرئاسة، إلا أن حجم استثمار الزعيم في خبر عزل مرسى كان الأكبر في الوسط الفني المصري. وتحدثت الجهات المنتجة لمسلسل “العراف” من بطولة عادل أمام وتأليف الكاتب يوسف معاطي، عن سقوط نظام الإخوان بوصفه انتصارا للفيلم، خصوصا أن المسلسل يعتبر الأكبر من ناحية تكلفة الإنتاج في مصر لهذا العام، وقد استقطب عرض الحلقات الأولى له عبر العديد من القنوات الفضائية العربية المشاهدين من الخليج إلى المحيط، وكان من المقرر أن يصدر في حقه قرار بالحظر لو ظل حكم مرسي، بما قد يعيد سيناريو محاكمة عادل إمام على غرار التهمة التي كانت قد وجهت له في السابق “ازدراء الأديان”، لاسيما أنه يقدم نموذجا عن الجماعات المتشددة في صعيد مصر. ونلمس حالة الارتياح والبهجة في الساحة الثقافية المصرية بعد عزل مرسي في كثير من التصريحات والأعمدة على صفحات المجلات الثقافية المصرية المتخصصة التي عانت كثيرا خلال فترة حكم مرسى، على غرار مجلة “أخبار الأدب” التي عصفت بها موجة من الاحتجاجات كادت تؤدي إلى غلقها. وفضلا عن الأزمات المالية الحادة التي عرفتها العديد من دور النشر المصرية البارزة، فإن تصريحات كبار الفنانين المثقفين عقب عزل مرسى قالت كلمتها بقوة حول واقع الفن في ظل النظام “المعزول”، كما كتب جمال الغيطاني “دموية الإخوان”، متهما إياهم بمحاولة الانتقام من الشعب المصري الذي رفض حكمهم. كما نلمس فسحة التفاؤل بسقوط حكم الإخوان في كتابات صلاح عيسى الذي قال: “أدرك المصريون أنهم خدعوا، وراهنوا علي الجانب الآخر من التاريخ، وتنبهوا إلي أنهم وقعوا فريسة لعملية دجل باسم الدين”، مشيرا إلى يوم 30 جوان “أعاد الدولة الوطنية الديمقراطية العصرية إلى صدارة المشهد السياسي”. وبدأت تباشير النصر في الساحة الفنية المصرية سريعا بعد قرار التلفزيون بث مسلسل “الداعية” بطولة هاني سلامة الذي كان مرفوضا في عهد الإخوان، بحجة تطاوله على الدعاة، حسب وجهة نظر المسؤولين في ذلك الوقت. وبدت نبرة التفاؤل بمستقبل السينما والدراما في مصر واضحة، من خلال تصريحات الفنانين الذي اعتبروا المشاركة في مظاهرات سقوط الإخوان “فخرا”. وقالت الفنانة يسرا: “لو تمت الدعوة لمظاهرة جديدة لإسقاط حكم الإخوان سوف أشارك”. وقد بلغ الأمر ببعض الفنانين إلى وصف فترة حكم الإخوان ب”الاحتلال”، كما قال الفنان ياسر جلال إن ثورة “30 يونيو” من أعظم الثورات في تاريخ مصر الحديث.. ضد الاحتلال الإخواني”، كما فسر محمود ياسين سقوط حكم الإخوان بانتصار الفكر والثقافة في مصر، وقال: “هذا الموقف قمة النضج والفروسية إخلاصا لهذا الوطن ودفاعا عن ترابه”.