قرّر المدرب البرتغالي جوزي مورينيو، مباشرة بعد موافقته على العودة من جديد لتدريب نادي تشيلسي الإنجليزي، التعاقد مع حارس نادي فولهام المخضرم مارك شوارتزر لموسم واحد، كي يكون بديلا للحارس الأساسي بيتير تشيك. صنع الخبر الحدث لدى كثير من الأوساط الرياضية البريطانية، لا لسبب سوى أن الحارس الأسترالي الجديد ل”القلعة الزرقاء” يعد كبيرا في السن لأنه يبلغ من العمر 41 سنة. ومع ذلك، يرى الكثير من المتتبعين بأن حراس المرمى يتمتعون بعمر كروي أطول من بقية زملائهم الآخرين فوق أرضية الميدان. والمفارقة الكبيرة أن الحراس دائما يقدمون أفضل مستوياتهم عندما يتجاوزن الثلاثين من العمر، بدليل ما صنعه الحارس المصري عصام الحضري في السنوات العشرة الماضية، سواء مع منتخب بلاده أو مع ناديي الأهلي المصري والمريخ السوداني، حيث وبالرغم من تجاوز ابن نادي دمياط سقف 40 سنة، غير أنه لايزال أحسن حارس مرمى في القارة الإفريقية دون منازع وحصد 33 لقبا رياضيا في مسيرته الطويلة. ونجد أيضا “المعجزة” الحارس الإيطالي دينو زوف الذي قاد منتخب بلاده في مونديال إسبانيا سنة 1982 إلى الفوز باللقب العالمي وعمره يتجاوز 41 سنة، حيث ساهم زوف بقسط وفير في نيل بلاده لهذا اللقب نظرا لتألقه في جميع المباريات، إضافة إلى الخبرة الكبيرة التي أظهرها خاصة عند تضييع دقائق مهمة من الوقت. وشارك زوف بألوان بلاده في 111 مباراة رسمية ويحمل الرقم القياسي العالمي المتمثل في عدم تلقيه أي هدف في 1142 دقيقة متتالية. وفي أمريكا اللاتينية، صنع الحارس البارغواني خوسيه لويس تشيلافيرت الحدث في مونديال فرنسا سنة 1998، عندما دخل كتاب الأرقام القياسية لأنه أول حارس ينفذ مخالفة مباشرة في منافسة كأس العالم، حيث ساهم تشيلافيرت وهو في سن 33 آنذاك، في مرور فريقه إلى الدور الثاني، قبل أن يقصي أمام صاحب اللقب فرنسا بهدف وحيد مع الدقائق الأخيرة من عمر المباراة. والملاحظ في مسيرة تشيلافيرت أنه من الحراس القلائل جدا ممن نجحوا في تسجيل الأهداف الكثيرة في مرمى المنافسين، حيث استطاع، طيلة مسيرته الكروية، سواء مع منتخب بلاده أو الأندية التي لعب لها خاصة في الدوري الأرجنتيني، توقيع 62 هدفا. وهناك حراس عالميون لعبوا بعد سن ال35 في كأس العالم، على غرار الألمانيين أوليفر كان وليمان في مونديال 2006. ولعب الإنجليزي دافيد سيمان بعد سن ال40، وشارك الإنجليزي بيتر شيلتون في ثلاث دورات نهائية لكأس العالم آخرها سنة 1990 وسنه 41 عاما، بينما احتفل باتريك أنطوني يينينغس، حارس إيرلندا الشمالية، يوم 12 جوان 1986 بمونديال المكسيك بعيد ميلاده ال41، ولعب آخر مباراة أمام البرازيل وخسرها ب3 / 0، بينما لعب أول مباراة له في المجموعة أمام الجزائر وانتهت المباراة ب1 / 1 من تسجيل جمال زيدان. ويرى العديد من التقنيين أن السبب الأول لتألق حراس المرمى في سن كبيرة مقارنة باللاعبين الآخرين، يعود بالدرجة الأولى لكونهم لا يبذلون جهودا بدنية كبيرة فوق الميدان، إضافة إلى أن منصبهم يتطلب خبرة كبيرة للوصول إلى درجة كبيرة من العطاء.