ولد الشيخ محمد بن عبد القادر بن الحاج الشارف سنة 1908م، في مدينة مليانة بولاية عين الدفلى. حفظ القرآن الكريم وعمره حوالي اثنا عشر عامًا، وتلقّى مبادئ علوم اللّغة والفقه في مسقط رأسه مليانة، والمناطق القريبة منها، ثمّ انتقل إلى الجزائر العاصمة فواصل تحصيله العلمي.كانت عائلته متوسطة الحال، معروفة بالتديّن، كما كانت محافظة على القرآن الكريم وحفظه، مشاركة في العِلم، فجدّه الحاج المدني كان معتنيًا بالفقه حريصًا على تحصيله، وكان مهتمًا باقتناء الكتب ونسخها، وأبوه الحاج عبد القادر هو أوّل أساتذته، وكان مشاركًا في الفقه وعلوم اللّغة، وعمّ أبيه الحاج ابن سهادة يعدّ أيضًا من أساتذة الشيخ، وهو صاحب زاوية علمية في تلك المنطقة، وأخواله أيضًا كانوا مهتمين بالعلم مشاركين فيه. وفي سنة 1932م انتقل الشيخ إلى الجزائر العاصمة، بمفرده، ليأخذ عن بعض علمائها، ومنهم :الشيخ عبد الله الدراجي. وكان الشيخ حريصًا على حضور الدروس الإصلاحية الّتي كان يلقيها أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في نادي الترقي، فحضر كثيرًا من دروس الشيخ عبد الحميد بن باديس، ومحمد البشير الإبراهيمي، والطيّب العقبي. وقد أبدى الشيخ إعجابه الشّديد بتلك الدروس، وطريقتها ومواضيعها وبلاغة أصحابها وفصاحتهم. وفي سنة 1936م، تحصّل الشيخ على رتبة الإمامة، بعد أن أجرى امتحانًا كتابيًا، ثمّ شفويًا، ولم يتمكّن من وظيفة الإمامة إلى بعد سنة 1945، لأسباب منعته من ذلك. ورغم تقاعده عن وظيفة الإمامة سنة 1987م، لم يتخلّ عن التعليم تطوّعًا في مساجد العاصمة، وخاصة الجامع الكبير، يلقن للطلبة علوم الشّريعة واللّغة وغير ذلك، وكان عضوًا لجنة الفتوى في وزارة الشؤون الدينية في الستينيات، وعيّن في الثمانينيات رئيسًا للجنة الفتوى التابعة لنظارة الشؤون الدينية في الجزائر. توفي الشيخ شارف، رحمه الله، في الفاتح من صفر 1432ه الموافق ل06 جانفي2011م، ودفن بمقبرة العالية، وحضر جنازته جمع غفير من العلماء وطلبة العلم.