الإعلان عن تنفيذ ضربات الترجيح أو الجزاء يكون من خلال ارتكاب المخالفات أو لمس الكرة باليد في المنطقة المحرمة، أو اللجوء إليها عند نهاية المباريات بالتعادل في الأدوار المباشرة لتحديد المتأهل من المقصى. تبقى الذاكرة الكروية العالمية تحتفظ بكثير من الضربات التي لا تزال عالقة بالأذهان، حيث دائما ما تجد عند تنفيذ الضربات أعصاب الملايين وأنظارهم مشدودة عند تنفيذ اللاعب لهذه الضربة من نقطة الجزاء إلى المرمى. وشهدت كثير من الجامعات ومراكز الأبحاث خاصة الأوروبية منها كثيرا من الدراسات المتعلقة بأسرار وأسباب النجاح في تسديد ضربات الترجيح، حيث خلص الباحثون في جامعة “جون مورز” في ليفربول إلى اكتشاف التركيبة المثالية للتسديد الناجح لضربات الترجيح وهي كالآتي: أولا: الابتعاد عن نقطة الجزاء بخمس أو ست خطوات، وثانيا: التسديد بسرعة لا تقل عن 105 كلم / ساعة تصيب الزاوية 20 أو 30 درجة من إطار المرمى، هاتان الجزئيتان تجعلان، حسب الدراسة المقدمة من الباحثين، مهمة الحارس شبه مستحيلة في صد الكرة وإبعادها عن مرماه. وبدورهم، فإن الباحثين في جامعة “كاسترول” في دراستهم التي استمرت لمدة عامين كاملين خلصوا إلى كثير من النتائج والأرقام المهمة الخاصة بضربات الترجيح، ومن أهمها بأن اللاعب الذي يسدد الركلة عاليا فإن حظوظ نجاح تسجيلها تبقى كبيرة بنسبة 95.4 بالمائة. أما الركلات التي تسدد أرضية، فإن نسبة نجاحها هي 71.3 بالمائة، ولكن هذه الدراسات لم تتطرق إلى الجانب الذهني للاّعبين عند تنفيذها، لأن الكثير منهم يتملكهم الخوف خاصة في المباريات الحاسمة، بدليل أن كاميرات التلفزيون تسجل بوضوح اللاعبين وهم يرتجفون عندما يقتربون لتسديدها من نقطة الجزاء. وأهم لاعب في تاريخ الكرة من يجيد تسديد ضربات الترجيح بأعصاب باردة جدا هو التشيكوسلوفاكي “أنتونتين بانينكا”، حيث لا يزال العالم كله يتذكر الركلة التي نفذها في نهائي كأس أوروبا سنة 1976 أمام ألمانيا الغربية عندما خادع حارس الألمان وهو يضع الكرة بطريقة سهلة بعد تفضيله لغمزها دون تسديدها بقوة مباشرة داخل مرماه، أو ما يعرف باسم “اللوب الصغير”، ومنذ ذلك الحين بات تسديد ركلات الترجيح بهذه الطريقة “علامة مسجلة” باسم “بانينكا” الذي قال في أحد تصريحاته: “سعيد جدا لترك بصمتي في كرة القدم بفضل ضربتي المشهورة أمام ألمانيا”. ومن أهم اللاّعبين أيضا الذين يجيدون تسديد ضربات الترجيح نجد الإيطالي روبرتو باجيو الذي نجح في تسجيل 76 هدفا من مجموع 91 ركلة جزاء كان وراء تسديدها، حيث فشل في تحويل خمس عشرة ركلة إلى هدف، من أشهرها على الإطلاق التسديدة الأخيرة من نهائي كأس العالم سنة 1994 بالولايات المتحدةالأمريكية بين منتخب بلاده إيطاليا أمام البرازيل عندما سدد الكرة فوق عارضة الحارس كلاوديو تافاريل. وكان تضييعه لهذه الضربة سببا في إهداء منتخب “السامبا” آنذاك اللقب العالمي الرابع. ومن أهم اللاعبين الذين يجيدون حاليا تنفيذ ركلات الترجيح نجد في المرتبة الأولى الكولومبي فالكاو المتنقل مؤخرا إلى نادي موناكو الفرنسي. أما المرتبة الثانية لمهاجم نادي ميلادي الإيطالي “المجنون” بالوتيلي والمرتبة الثالثة لنجم ريال مدريد كريستيانو رونالدو والمرتبة الرابعة الأورغوياني أديسون كافاني المنتدب حديثا لنادي العاصمة الفرنسية باريس سان جرمان.