سيقوم رئيس مجلس إدارة مجمع غازبروم الروسي، فيكتور زوبكوف، وأحد المقربين من الرئيس فلاديمير بوتين، بزيارة إلى الجزائر شهر نوفمبر المقبل، وتعكس الزيارة التي يقوم بها أحد أهم الشخصيات المفتاحية في المجمع الغازي الروسي إلى جانب الرئيس أليكسي ميللر، رغبة أكبر الشركات الغازية العالمية في إعادة بعث مسار الشراكة الإستراتيجية مع مجمع سوناطراك التي تعثرت بفعل التحفظات الروسية أساسا. رغم النتائج المحتشمة التي أفرزتها اتفاقيات الشراكة القائمة بين سوناطراك و”غازبروم” وحتى مع لوكهويل، أكبر الشركات الروسية منذ 2006، فإن الجانبين الجزائري والروسي لم يصلا إلى حد القطيعة بالنظر إلى التحديات الكبيرة في سوق الغاز، وإن ساهمت التحفظات الروسية في عدم دخول سوناطراك كما كانت تخطط له إلى الأسواق الأوروبية وأسواق آسيا الوسطى، حيث كان التوجه العام الذي يرتكز عليه الاتفاق الاستراتيجي هو إشراك سوناطراك في العديد من المشاريع الغازية في روسيا. وتعتبر الزيارة المرتقبة لزوبكوف الأهم التي سجلت منذ أكثر من سنتين، وهي بالتالي مؤشر عن رغبة روسية في إعادة تفعيل وتنشيط العلاقات القائمة بين المجمع الروسي وسوناطراك، خاصة وأن زوبكوف نظم لقاءا خاصا مع السفير الجزائريبروسيا إسماعيل شرقي تمهيدا للزيارة، فضلا عن قرب زوبكوف من الرئيس فلاديمير بوتين، مما يمنحه هوامش أكبر للمناورة في ظل التقلبات التي تعرفها أسواق الغاز، كما تأتي في سياق التحديات التي تواجه إنتاج الغاز الجزائري. وتنسق الجزائروروسيا حاليا على مستوى منظمة الدول المصدرة للغاز التي تبقى إطارا غير رسمي، ولكنها تسعى إلى تنسيق السياسات الغازية فيما بين البلدان الأعضاء، ولكن أيضا دعما لاستقرار الأسعار التي تظل أكبر مصدر قلق بالنسبة للبلدان المصدرة، وإن تباينت بينهما الرؤى والمواقف حول كيفية التعامل مع معطيات السوق. كما أن “غازبروم” تبدي اهتماما وتدرس إمكانية المساهمة في أحد أكبر المشاريع الغازية، المتمثل في أنبوب الغاز النيجيري الجزائري “نيغال” الذي يواجه مشكل تمويل، حيث تقدر تكلفته بأكثر من 20 مليار دولار لضمان تزويد أوروبا بكميات من الغاز النيجيري تصل إلى حدود 30 مليار متر مكعب في غضون 2017، في وقت لا تزال الجزائر تبحث عن تجسيد أنبوب غاز جديد إلى ايطاليا ممثلا في “ميدغاز” لتزويد إيطاليا ودول أوروبا الوسطى بكميات يمكن أن تصل إلى 12 مليار متر مكعب سنويا.