كما تعلمون سنحيي في الثاني والعشرين أكتوبر القادم اليوم الوطني للصحافة الذي تم ترسيمه بموجب مرسوم رئاسي بتاريخ 19 مايو 2013. وتحسبا لهذا الحدث ذي الرمزية بالغة الأهمية، تتأهب وزارة الاتصال لتحضير الاحتفال بهذا اليوم، لهذا ارتأيت توسيع الاستشارة لمجموع الفاعلين في القطاع من أجل استقطاب آرائهم ومقترحاتهم.. ويطيب لي في هذا الصدد دعوتكم إلى التفضل بتقديم مقترحاتكم التي ترونها الأكثر ملاءمة وموافاتي بها في أجل لا يتعدى عشرة أيام. وزير الاتصال بلعيد محند أوسعيد هذا نص رسالة وجهها وزير الاتصال إلى معظم مديري وسائل الإعلام العامة والخاصة. شيء جيد وخارق للعادة أن يستشير الوزير مسؤولي القطاع في كيفية تنظيم حفل؟! الوزير لا يستشير أهل المهنة في القطاع في كيفية محاربة الفساد الذي ينخر القطاع في مجال الإشهار العمومي والطباعة العمومية والإنتاج السمعي البصري الذي خوصصه المسؤولون لفائدة أبنائهم ونسائهم.! ويستشيرهم في كيفية تنظيم عرس للصحافة والإعلام؟! تمنيت أيضا لو أن الوزير استشارنا في عملية تنظيم حظيرة سيارات الوزارة، فذاك قد يكون أنفع لنا وللوزارة.! من الحديث عن الحرية والمهنية في قطاع الإعلام وعن الكفاءة. لا تسألوا الوزير هل الأولوية العاجلة هي تنظيف القطاع من الفساد أم الأولوية هي تنظيم الاحتفالات والأعراس.. لأن مسألة محاربة الفساد في القطاع ليست من صلاحيات الوزير؟! وتماشيا مع توجيهات الوزير في إطار توجيهات الرئيس، أقترح على الوزارة أن تنظم حفل ختان للصحفيين غير المختنين.! أي حفل إبراء أقلامهم؟! أو تنظيم مسابقة للصحفيين في كيفية تقشير البطاطا؟! ورصد جوائز للفائزين.! ألم تنظم الإمارات العربية مسابقة لأحسن الطهاة من رجال الإعلام؟! الوزارة أيضا تقوم باكتشاف جديد للماء حين تفتح نقاشا وطنيا بين الصحفيين لأجل إعداد مرسوم البطاقة الوطنية للصحفي. والواقع أن الوزارة تتوفر على ثلاثة مراسيم بهذا الشأن.. أحدها وضعه المرحوم محمد الصديق بن يحيى حين كان وزيرا للإعلام في 1968 والثاني وضعه المرحوم بشير رويس حين كان وزيرا للإعلام في 1986، والثالث وضعه مولود حمروش عندما أنشأ المجلس الأعلى للإعلام؟! فلماذا يتعب الوزير نفسه ويتعبنا معه؟! ويعتبر وضع مرسوم بهذا الشأن من المنجزات المهمة؟! أم أن الأمر يتعلق بظاهرة لكل رئيس دستوره ولكل وزير قانونه؟! أم أن الوزير لم يجد ما يفعل غير هذا؟! وحتى لا يقال إننا نتحامل على الوزير نقول مثلا إنه اقترح ذات مرة على المسؤولين في القطاع تنظيم عملية شراء الورق بصورة موحدة بين القطاع العام والخاص.. وكان الإجراء مهما وفّر للبلاد مبالغ هامة بالعملة الصعبة..! فماذا لو أن الوزير اهتم بمثل هذه الأمور العامة، فدعا مثلا إلى تنظيم نقاش حول الفساد في الإشهار العمومي وحول تدخل المؤسسات الأجنبية بواسطة الإشهار في السياسة الإعلامية وحول ظاهرة البزنسة بوسائل الإعلام، وحول ظاهرة عسكرة الصحافة والصحفيين؟! وحول البزنسة بالمطابع العمومية؟! وحول ظاهرة خوصصة السمعي البصري العام والخاص وجعله ملكا لعائلات المسؤولين في الدولة وحول موضوع استعمال الإعلام في السياسة.. مثل هذه الموضوعات هي الجديرة بالنقاش وليس تنظيم حفل ختان للصحفيين في اليوم الوطني للصحافة؟! بؤس وزارة الإعلام أنها تريد تكوين صحفيين يعرفون بالبطاقة وليس صحفيين يعرفون بما يكتبون؟! إنني تعبت أكثر من اللازم هذه المرة؟!