مازال اسم غيرهارد “غيرد" مولر ، إلى الآن، علامة مسجلة في عالم صناعة الأهداف، حيث لم يستطع أحد أن يقترب من أرقامه القياسية. وكان مهاجم نادي بايرن ميونيخ والمنتخب الألماني، قد تمكن من تسجيل 365 هدف في 427 مباراة لعبها في البطولة الألمانية الممتازة. كما خاض 62 مباراة دولية مع المنتخب أصاب الشباك بها 68 مرة، معدل يستبعد أن يصل إليه أي لاعب، وهو ما أكده غيرد خلال تجربته القصيرة في عالم الموسيقى، من خلال أغنية “وبعد ذلك.. بوووم”. وبعد اعتزاله، ترك المهاجم الفذ خلفه مسيرة مليئة بالإنجازات والأمجاد، بالإضافة إلى عدد هائل من الأهداف كانت في غاية الجمال والروعة “أهم هدف سجلته كان بلا شك هو هدف الفوز 2/1 في نهائي مونديال 1974 بمدينة ميونيخ”. وكان رفيق دربه القيصر بيكنباور قد قال عنه “كل ما وصل إليه نادي بايرن ميونيخ يعود الفضل فيه إلى غيرد مولر”. وببلوغه سن 17 تدرّج في جميع الفئات العمرية لنادي نوردلينغن، وخلال موسم 1962/1963 سجل لفريقه حصة هائلة من الأهداف بلغت 180 هدفا. وشهدت سنة 1965 صعود بايرن ميونيخ إلى بطولة البوندسليغا بفضل جهود مولر وسيب ماير وفرانتز بيكنباور، وهو الثلاثي الذي أوصل الفريق “البافاري” إلى العالمية، حيث تمكن خلال أول موسم له بين أندية الصفوة من احتلال المركز الثالث في ترتيب البطولة وتحقيق كأس ألمانيا، وأحرز هذا اللقب ثلاث مرات أخرى في 1969 و1971 و1967. أما أول لقب في البطولة، فقد بلغه بايرن ميونيخ العام 1969، وتلته ألقاب أخرى في سنوات 1972 و1973 و1974. ولم يكن النادي “البافاري” يحلم بهذه النجاحات من دون غيرد مولر الذي كان هداف فريقه، ابتداء من موسم 1964/1965 حتى موسم 1977/ 1978. كما فاز بلقب البطولة الممتازة الألمانية سبع مرات (1967 و1969 و1970 و1972 و1973 و1974 و1978)، بالإضافة إلى أنه حقق رقماً قياسياً، بتسجيله 40 هدفا. وخلال نهائيات كأس العالم بالمكسيك 1970 ضرب غيرد مجدداً بقوة، حيث استحق لقب هداف الدورة بعد توقيعه على عشرة أهداف كاملة. وبعد أن أصبح بطل العالم سنة 1974 وهو في سن 28، أعلن اعتزاله اللعب دولياً، وخاض 80 مباراة بين 1979 و1981 في البطولة الأمريكية، بلغ فيها الشباك 40 مرة، وأنهى مسيرته الرياضية مع نادي سميث براذرز لاونج. وبعد إسدال الستار على مشوار كروي حافل، مر مولر بأزمة حادة، حيث لم يستوعب انتقاله من قمة النجومية إلى حياة الظل. ونال سنة 1992 شهادة التدريب ودرّب منذ موسم 1995/1996 فريق بايرن ميونيخ للهواة في الدوري الإقليمي الألماني. وبمناسبة الحفل الكبير الذي أقيم احتفالاً بالذكرى 40 لبداية دوري البوندسليغا، تم تكريم مولر وذلك للدور الكبير الذي لعبه في تاريخ الدوري الألماني. حظي مولر طيلة مشواره بالعديد من الجوائز التقديرية، حيث تم اختياره أفضل لاعب في ألمانيا سنة 1967 عندما كان عمره 27 سنة، بعدها أحرز جائزة الحذاء الذهبي في مونديال 1970، وكان أول ألماني يفوز بلقب أفضل لاعب أوروبي في السنة.