رغم ترخيص رجال الدين للمصابين بالأمراض المزمنة وعلى رأسها داء السكري والقلب وارتفاع الضغط الشرياني بالإفطار خلال شهر رمضان، تصرّ غالبيتهم على إتمام الصيام لينعكس ذلك على صحتهم سلبا، وهو ما يفسر ترددهم على مصالح الاستعجالات بالمستشفيات. وحسب جولة لنا عبر مختلف مصالح استعجالات مستشفيات الجزائر العاصمة، أكد لنا القائمون عليها أنهم يستقبلون ما بين 25 إلى 30 حالة يوميا، كما أن 80 بالمائة منهم ممثلون في مرضى السكري الذين يمنع عليهم الطبيب الصيام خاصة الخاضعين للأنسولين ورغم ذلك يصرّون على الصيام. وعن هؤلاء أكد لنا أحد أطباء مصلحة الاستعجالات بمستشفى مايو بباب الوادي، أن ما يحدث لهم خلال يوم الصيام ممثل في انخفاض نسبة السكري في الدم بصفة ملحوظة وهو ما قد يدخلهم في غيبوبة. أما عن المصابين بأمراض القلب وارتفاع الضغط الشرياني، فأكد لنا الأطباء المشرفون على استعجالات أمراض القلب بمستشفى “بارني” بحسين داي، أن المضاعفات الصحية عندهم تسجل بعد الإفطار، حيث تستقبل المصلحة ذاتها وحتى موعد السحور ما يضاهي ال40 حالة يوميا، والسبب إقبالهم على الأكل بكثرة غير محترمين تعليمات الطبيب بأخذ وجبات خالية من مادة الملح، ما يتسبب في إصابتهم بضغط على مستوى القلب قد يؤدي إلى توقفه، حيث إن الملح الذي يستهلكونه في الطعام يتسبب في تدفق الماء من داخل الجسم، باعتبار أن جسم الإنسان يحتوي على 80 بالمائة من الماء، وبالتالي فإن المياه الزائدة المنبعثة من الملح تسري في الجسم، ومن شأنها أن تصب على مستوى الأطراف السفلى ما يتسبب في انتفاخ الأرجل، كما قد تصب على مستوى الرئتين وتتسبب في انتفاخهما، ما يؤدي إلى الضغط على القلب ويتسبب في توقفه، يقول أحد المختصين في أمراض القلب، وبالتالي يعمل أطباء الاستعجالات على إسعاف هؤلاء المرضى بأدوية خاصة.