بصفة دورية ومنذ حلول شهر رمضان المعظم، تستقبل مصالح الاستعجالات في مختلف مستشفيات الوطن حالات عديدة من المصابين بعسر في الهضم وتحديدا في الفترة ما بعد الفطور، على غرار مستشفى باشا الذي يستقبل لوحده ما يقارب 300 حالة يوميا تختلف مابين وعكات صحية بسيطة وأخرى حرجة. هو ما وقفت عليه ''الشعب'' بالمستشفي الجامعي مصطفى باشا بالعاصمة، حيث لاحظنا عند تواجدنا بمصلحة الاستعجالات ساعة بعد الإفطار توافد عدد هائل من المرضى المصابين بمشاكل في المعدة والضغط الدموي قدموا من مختلف البلديات لتلقي العلاج اللازم، حيث ينتظر كل واحد دوره. وفي محاولة الاقتراب من المرضى والاستفسار عن سبب إسعافهم، أكد لنا الحاج عثمان البالغ من العمر 70 سنة، أنه أحس بآلام في المعدة مباشرة بعد الإفطار بعد أن أكثر من أكل مأكولات دهنية، وبدورها الحاجة زهيرة البالغة من العمر 65 سنة مصابة بمرض السكري فقد أكدت لنا أن سبب قدومها إلى المستشفى جاء نتيجة لارتفاع في نسبة السكر في الدم مباشرة بعد الإفطار بعد الإفراط في تناول الحلويات التي لم تتخذ عين الحيطة والحذر في تناولها . وأكد في هذا الإطار الطبيب ''م / ر'' المختص في أمراض الهضم في تصريح ل''الشعب''، أن السبب في تأزم حالة هؤلاء المواطنون، هو الإفراط في الأكل وتناول أنواع مختلفة، سيما منها المأكولات الدسمة التي تصعب على المعدة مهمة الهضم، لافتا الانتباه إلى الضرر الذي يتسبب فيه الأكل المفرط للبطيخ على الجهاز الهضمي للإنسان خاصة وأن معدته كانت فارغة لأكثر من 16 ساعة . وأشار محدثنا في سياق الحديث عن المناوبة الليلة في شهر رمضان ومدى توفير الخدمات بالمستشفي خلال هذا الشهر، أن الأمور تسير بصفة عادية جدا ولا فرق بين الأيام العادية وأيام الصوم، إلا ءنه لوحظ من بين الوافدين على المصلحة منذ بداية الشهر عدد كبير من المصابين بالأمراض المزمنة، خاصة المصابين منهم بالسكري. وقد أرجع مصدرنا السبب في هذه التعقيدات الصحية التي يصاب بها الشخص في هذا الشهر إلى عدم الالتزام بتعليمات الطبيب المعالج، مشيرا أن معظم الحالات التي تستقبلها المصلحة تتعلق بالأشخاص المصابين بالسكري وضغط الدم، حيث أن معظمهم من فئة المسنين الذي لا ينصح بصيامهم غير أنهم يصرون على الصيام من منطلق التزام بتأدية هذه الشعيرة الدينية التي تحظى بقيمة روحية كبيرة لديهم، وهو ما يصعب قبولهم العدول عن الصيام. من جهة أخرى أفاد محدثنا أن حالات الإصابة بالجفاف قد زادت هذه السنة، باعتبارنا نصوم في شهر حار، لينصح في هذا الإطار المواطنين بصفة عامة والمسنين بصفة خاصة بتفادي تناول المشروبات الغازية والصودا، حيث يشعر المريض انه ارتوى غير انه العكس، مؤكدا انه لا شيء يعوض شرب الماء، مشددا على ضرورة الإكثار من تناول هذه المادة في الفترة مابين الإفطار والسحور نظرا للحاجة الماسة إليها في هذا الفصل الحار الذي يعرف فيه جسم الإنسان زيادة في عملية الإطراح، سواء عن طريق التبول أو التعرق، إلى جانب تفادي الخروج في الظهيرة بالنسبة للمسنين أو المصابين بالأمراض المزمنة إلا للضرورة ..