تعرف مصلحة الاستعجالات بالمستشفي الجامعي إقبال عدد كبير من المرضي الذين ينقلون إليها على جناح السرعة لتلقي الإسعافات كلما تدهورت حالتهم الصحية. الظاهرة التي تفاقمت في شهر الصيام، والتي اطلعنا عليها عن قرب خلال زيارة تفقدية إلى المصلحة تزامنت وموجة الحر التي اجتاحت البلاد نهاية الأسبوع المنصرم تمكنت من معرفة الأرقام التي سجلتها المصلحة في يوم واحد، حيث أحصت هذه الأخيرة ما يقارب 109 حالة تندرج في إطار المعاينة الطبية العامة و17 حالة إنعاش و61 حالة في الجراحة العامة. يسهر الأطباء والممرضون بمصلحة الاستعجالات بالمستشفي الجامعي مصطفي باشا على خدمة المرضى الصائمين قبل وبعد الإفطار الذين تدهور حالتهم الصحية خلال هذا الشهر الفضيل، حتى إن كان ذلك على حساب راحتهم، فالواجب أسبق والمهنة أقل ما يقال عنها أنها جد متعبة وإرضاء كل المرضى غاية لا تدرك. لأنك ورغم كل شيء ترى التذمر في عيون المرضى وكلامهم. وهي الأسباب التي جعلت المصلحة تعد العدة خلال هذا الشهر باتخاذ بعض الإجراءات للتكيف مع الوضع، خاصة تلك التي تتعلق بكميات الدواء وهي التعليمات التي تلقتها المصلحة من قبل المدير العام للمستشفي من بينها التكفل بكل المرضى الذين يقصدون المصلحة، خاصة وأن مصالح الاستعجالات في المستشفيات الأخرى أصبحت خلال هذا الشهر الفضيل توجه مرضاها إلى مصلحة الاستعجالات بالمستشفى الجامعي مع أنها مزودة بالأجهزة الضرورية للتكفل بمرضاها، إلا أن مصلحة الاستعجالات بمستشفي مصطفي باشا تبقي تستقبل المرضي نيابة عن باقي المستشفيات، وهو ما زاد من حدة الضغط في العمل حسب ما أكده لنا مصدر موثوق في المصلحة التي أصبح الحمل ثقيل عليها خاصة منذ حلول شهر رمضان. ''أصحاب الأمراض المزمنة على رأس القائمة'' ولأن موجة الحر التي عاشتها العاصمة في اليومين الآخرين من الأسبوع المنصرم أرهقت عددا من المسنين والمصابين بالأمراض المزمنة على غرار مرضى القلب وداء السكري، وزادت الحرائق المندلعة بالغابات من صعوبات التنفس لدى العديد من مرضى ضيق التنفس وضغط الدم، وحتى المصابين بارتفاع السكر الذين تعرضوا للإرهاق الجسدي نتيجة العطش، بسبب طرح كميات كبيرة من ماء الجسم عن طريق التبول. وهي الوضعية التي وقفنا عندها بذات المصلحة في حدود الساعة الأولى بعد الإفطار وإلى غاية منتصف الليل حيث كان يسهر من أجل تقديم العلاج إلى هؤلاء المرضى طاقم طبي متمكن يحاول بكل ما أوتي من صبر ومثابرة إسعاف كل أولئك الذين علقوا آمالا كبيرة في الشفاء بقصدهم لمصلحة الاستعجالات لعلهم يستعيدون عافيتهم. وأثناء الجولة التي قادتنا إلى المصلحة كنا مرفوقين بمدير المناوبة الدكتور ''بلحي'' الذي أفادنا بعدد من المعلومات التي كنا بصدد البحث عنها والذي عمل من أجل كشف جزء ولو صغير من التضحية التي يبذلها هؤلاء من أجل تقديم العلاج لمن هم بحاجة إليه. وجهتنا الأولى في المصلحة كانت إلى السجل الذي تدون فيه كل الحالات القادمة إلى المصلحة والتي تقسم إلى فترات فترة مسائية وصباحية. ولأن زيارتنا للمصلحة كانت بعد الإفطار فقد اطلعنا على الإحصائيات التي سجلت من الساعة 19 مساء إلى غاية منتصف الليل. وهي الفترة التي سجلت فيها المصلحة 109حالة معاينة طبية وهي الفئة التي خضعت للعلاج في المصلحة وقدمت لها الإسعافات الأولية وغادرت مباشرة إلى بيتها في حين سجل قسم الإنعاش لوحده 17 حالة. وهي أرقام سجلت بعد سويعات من الإفطار. أما قسم الجراحة العامة فقد سجل ما يقارب 61 حالة من مختلف الإصابات، اثنتان منها سجلت بعد الإفطار وضعتا تحت المراقبة بعدما قدم لهم الدواء في انتظار أن تتحسن حالتهم الصحية. وإن لم يتحقق ذلك يخضعون للعملية الجراحية حسب ما أكد لنا الدكتور بوصفصاف الذي تحدث باسم قسم الجراحة العامة والذي كان يتشكل من طبيبان مختصان في الطب الداخلي واتنين مقيمين سنة أولى وسنة خامسة إضافة إلى طبيب مساعد يسير القسم. وعموما فإن قسم الجراحة العامة يدوم 24سا عة. و مقابل ذلك سجلت 4 حالات في الجراحة الأعصاب و03 حالات في الجرح العمدي ''مرضى الربو وضغط الدم الشرياني أكثر من يقصد المصلحة'' في حين يقول الدكتور مصياف طبيب بمصلحة الإنعاش أن هناك العديد من الحالات التي سجلت بعد الإفطار بحيث يكون التدخل من قبل الأطباء عن طريق منحهم جرعات من الأكسجين وعلاج خاص بنوعية المرض الذي يعانون من وذلك يكون بطبيعة الحال بعد المعاينة الطبية وأضاف الدكتور مصياف أنه عادة ما يقصد المصلحة مرضى الربو، الانخفاض الضغط الشرياني وهي الحالات التي عرفت ارتفاعا خاصة بسبب انخفاض الضغط الجوي وكذا المرضى الذين تعرف حالتهم الصحية تدهورا نتيجة تفاقم المرض الذي يعانون منه كأمراض القلب وداء السكري وارتفاع الضغط الشريان وعادة ما يتسبب في ذلك صيام المرضي وبذلك حدوث اختلال في تناول جرعات الدواء بسبب عنادهم لرخصة الإفطار. في هذا الشهر وبذلك تتشكل لديهم اضطرابات في تناول جرعات الدواء ومواقيته. وهي بطبيعة الحال تصرفات تخالف تعليمات الطبيب. أما عن الأعراض التي تؤدي بالمريض إلى حالة صحية متدهورة. يضيف المتحدث سببها انخفاض نسبة السكر في الدم أو ارتفاع مستوى السكري في الدم أو انخفاض الضغط أو العكس. وهذه الحالات تسجل كثيرا عند المسنين. غير أن هناك حالات مرضية أخرى تزور المصلحة وهي الفئة من المرضى التي تبدأ أعراضها المرضية بالظهور أتناء الصيام. وبالتالي تكشف عن مرض جديد أو مخفي تعاني منه هذه الفئة التي يصطلح عليها بتسمية المرض الجديد. لأنها تظهر في رمضان. وبصفة فجائية. في حين هناك حالات مرضية أخري تظهر عليها أعراض لإسهال أو القيء أو حتى اضطرابات هضمية والقرحة المعدية التي تظهر هي الأخرى بصوم قد يتسبب في بعض الأحيان في نزيف للمريض يؤدي إلى عملية جراحية لأن هناك من المرضى من لا يدركون المرض الذي يعانون منه إلا بعد الصيام، إلا أنه عموما حالات السكري هي أكثر الحالات التي تتوافد على المصلحة، أما في الإنعاش فالمرضي يتواجدون تحت المراقبة الطبية والتي تراوحت أعمارهم من 50 سنة فما فوق. وعموما الأسباب التي تودي إلى تلك الحالة صدمة دماغية، داء السكري، أزمة ربوا حادة، أمراض قلبية حادة، قصور كلوي حاد كما يمكن تسجيل حالات مرضية أخرى لأن عموما كل المشاكل الصحية يمكن أن تنقل إلى قسم الإنعاش قبل إرسالها إلى مصالح أخرى. وفي أثناء تواجدنا كانت المصلحة تتوفر على 14 مريض في المصلحة كانوا متواجدين في الإنعاش العام. فيما ما يقارب 4 مرضى متواجدين تحت المراقبة الطبية ويخضعون إلى التشخيص ليتم توجيههم إلى قاعات الإنعاش التي تتكون من 8 آسرة في الإنعاش الطبي العام و4 في الإنعاش، إلا أن هناك من المرضى من تتحسن حالتهم أو يغادرون المستشفي حسب ما صرح به مراقب الطبي العام محمد أمين بشيم. في نفس اليوم. ''المسنون أكثر الوافدين على مصلحة الاستعجالات'' وفي هذا اليوم الذي شهدت فيه الجزائر العاصمة موجة من الحر، أثرت على العديد من المرضي الذين يعانون من مشاكل صحية كضيق التنفس أو ارتفاع الضغط الشرياني وغيرها من الأمراض المزمنة التي ترهق صاحبها بسبب الصيام. وقد وقفت ''الحوار'' على العديد من الحالات لكبار السن بقاعات الاستعجالات لمستشفي مصطفى باشا الذين كانوا متواجدين في غرفة الإنعاش نتيجة تعرضهم لصعوبات صحية اضطرت ذويهم إلى نقلهم إلى قاعات العلاج على جناح السرعة لتلقى العلاج، فيما قال الفريق الطبي بمصلحة الاستعجالات للمستشفى الجامعي ''مصطفى باشا'' أن من الوعكات الصحية التي يتعرض لها كثير من المرضى تتمثل في الاضطرابات العصبية. حيث عادة ما يحضرون إلى المصلحة بعد ساعات الإفطار كما ضاعفت نسبة الرطوبة التي تسبب فيها انخفاض الضغط الجوي في هذه الأيام في معاناة الأشخاص المسنين الذين عاشوا ذات المعانات تزامنا وتأديتهم لفريضة الصوم. الأمر الذي جعل هذا المصلحة تكتظ على آخرها، خاصة سويعات قبيل الإفطار أي في حدود الساعة 00 : 18 أو بعد الإفطار. وهو الوقت الذي يكون فيه العمل متعب وحرج خاصة لمزامنته وأذان المغرب. الأمر الذي يؤدي في كثير من الأحيان بالطاقم الطبي الذي يكون بين يده مريض في حالة استعجاليه إلى تناول الإفطار بالتناوب حتى يجتاز المريض أزمته. وتستقر حالته وهي اليوميات الرمضانية التي يقضيها الطاقم الطبي في المصلحة الأمر الذي يجعل إفطار الطاقم الطبي في المصلحة، خاصة وأن فترة العمل المحددة للمداومة الليلية تبدأ من الساعة 00 : 19 مساء. وهو وقت لا يخلو من المرضى ما يتطلب إشراف الطبيب على الحالة حتى يتجاوز المريض مرحلة الخطر وتستقر حالته ولا يجد الأطباء والممرضين حيلة إلا الإفطار وفقا لطريقة التناوب.