تنظم حركة مجتمع السلم يوم 1 أوت المقبل، ندوة سياسية حول الأزمة في مصر، وذلك بمشاركة رئيس الحركة عبد الرزاق مقري بمعية سياسيين وأساتذة وأكاديميين، وهو ثاني نشاط تنظمه حمس للتعبير عن رفضها لإقالة الرئيس مرسي، ما يعني أن إخوان الجزائر يريدون مواصلة الدعم للإخوان المسلمين في مصر . رغم إعلان كل الأحزاب الإسلامية في الجزائر، على غرار النهضة والإصلاح والعدالة والتنمية وجبهة التغيير، عن رفضهم لما جرى في مصر، غير أن حركة مجتمع السلم لم تتوقف عن حدود إصدار البيانات، مثلما فعل البعض، بل قامت بعدة مبادرات من أجل دعم مواقف الإخوان في مصر. فبعد تنظيم وقفة تضامنية بمقر الحركة، الأسبوع الفارط، قررت حركة مجتمع السلم تنظيم ندوة سياسية حول الأزمة في مصر، ما يؤشر أن حركة عبد الرزاق مقري تبدي اهتماما كبيرا بما جرى في مصر، مقارنة بأحزاب إسلامية أخرى في الجزائر . ويظهر هذا الأمر طبيعة العلاقة الخاصة التي تربط حركة مجتمع السلم بحركة الإخوان المسلمين في مصر، وذلك بعدما رأت حمس في صعود الإخوان للحكم في مصر وتونس، بأنه مقدمة لعودة الحركة من الباب الواسع إلى سدة الحكم. لكن جاءت الإطاحة بالرئيس مرسي لتضع علامة استفهام كبيرة حول مستقبل الإسلام السياسي، وهو جزء مما تسعى قيادة حركة مجتمع السلم تدارسه في الندوة السياسية حول الأزمة في مصر. وكان رئيس الحركة عبد الرزاق مقري، قد اعتبر أن “وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي يدفع بالشعب المصري نحو تدمير مصر وخرابها بإشعال الفتنة بين المصريين”. وقال مقري في تعليق على صفحته الرسمية على “الفيس بوك” على تطورات الأحداث بمصر، إنّه “لا يخفى على أحد أن الأطراف الدولية والإقليمية التي خططت مع السيسي ومن معه في الجيش المصري للانقلاب على الشرعية، فعلوا ذلك ضمن سياسة التبعية للمشروع الصهيوني الأمريكي”. وتوقّع رئيس حركة مجتمع السلم في تحليله للأزمة المصرية، قيام السيسي ومحيطه الانقلابي بإنفاق أموال ضخمة من أجل حشد ما يستطيعون ولو لساعات قليلة، فإما “أن ينجح في انقلابه، أو يدفع مصر إلى حرب أهلية وتدمير بنيتها كلية، مثلما حدث في العراق ويحدث في سوريا، ولا يكون ذلك إلا لصالح إسرائيل وحدها”. ويتخوف الكثير من المراقبين من تداعيات الأزمة المصرية على دول الجوار، خصوصا في ظل الوضع الأمني المتدهور في ليبيا وتونس ومالي، مما يجعل المنطقة برمتها تقف فوق كف عفريت .