علمت ”الفجر” من مصادر على صلة، أن المصالح المعنية أنهت تقريرا وصف ب”الأسود” حول أشغال الملتقى الدولي العاشر لرحيل الشيخ محفوظ نحناح، المنظم بين حركة مجتمع السلم وجبهة التغير، بسبب دعوته الصريحة للجهاد في سوريا لإسقاط نظام الأسد، وهي الدعوات التي نالت ترحيبا من بعض قيادات الأحزاب الإسلامية الأجنبية التي حضرت الملتقى الذي جرت أشغاله بفندق الرياض بالعاصمة. يواصل الرئيس الجديد لحركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، في زلاته، منذ توليه رئاسة حمس كخليفة لأبو جرة سلطاني، خلال المؤتمر الخامس الماضي، حيث قالت نفس المصادر، إن الملتقى الدولي العاشر لمحفوظ نحناح الذي نظمته حركة حمس بالتنسيق مع غريمتها جبهة التغيير، نال تحفظات كثيرة، خاصة بعد دعوة الحضور من قيادات حمس إلى الجهاد في سوريا ضمن صفوف المعارضة لإسقاط النظام الذي يقوده الرئيس بشار الأسد، و هي الدعوات التي تمت بحضور عشرات الأحزاب الإسلامية لعدد من الدول العربية، وهي التشكيلات الموالية للمعارضة السورية. وأضافت المصادر أن عددا من ممثلي أحزاب عربية في الملتقى، الذي غابت عنه حركة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة الذي يقوده الرئيس المصري محمد مرسي، عبرت صراحة عن رغبتها في أن تلعب حركة حمس دورا في دعم المعارضة السورية، خاصة وأن الموقف الرسمي الجزائري قائم على عدم التدخل في الشأن الداخلي لسوريا، على غرار كل الدول، إلى جانب تمسكها بحل الأزمة بالحوار مع كامل فعاليات السورية، وهي الخطوة التي تعتبر خرقا للسياسية الخارجية لحركة مجتمع السلم القائمة على تبني المواقف الرسمية للدبلوماسية الوطنية. يذكر أن الملتقى الدولي العاشر لوفاة محفوظ نحناح، عرف أيضا العديد من التجاوزات التي كانت بادية للعيان، منها التكبيرات الجهادية، وعبارات في غير محلها وجهها رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، إلى كل من وزير العلاقات مع البرلمان محمود خوذري، وكذا محمد علي بوغازي مستشار رئيس الجمهورية المكلف بملف حقوق الإنسان. وتأتي هذه الخرجات أسابيع فقط من لقاء جمع بين عبد الرزاق مقري وممثل عن السفارة الأمريكية بمقر حمس، وهو اللقاء الذي لم تكشف حركة حمس عن فحواه للعلن.