الرئيس الأميركي بارك أوباما لم يعلق على الموضوع ورفض خلال لقائه أمس الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الإجابة على أسئلة الصحفيين واكتفى بالابتسامة والقول " شكرا لكم جميعا". أول تعليق من واشنطن بخصوص القضية صدر على لسان المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني الذي أعرب عن خيبة أمله بلاده تجاه قرار موسكو وقال في مؤتمر صحفي:" لدينا شعور عميق بخيبة الأمل من اتخاذ الحكومة الروسية مثل هذه الخطوة جوابا على مطالبنا الواضحة والقانونية والتي عبرنا عنها علنا وفي اللقاءات المغلقة، وهي تسليم السيد سنودن للولايات المتحدة الأميركية"، معتبرا أن هذه الخطوة "تقوض حصيلة طويلة العهد من التعاون" في مجال الأمن بين موسكووواشنطنوأضاف كارني في تصريحه اليومي أن سنودن "متهم بكشف معلومات مصنفة سرية، ويواجه ثلاثة اتهامات جنائية. وينبغي أن يعود إلى الولاياتالمتحدة في أسرع وقت".وردا على سؤال حول مصير قمة بويتن- أوباما المترتقبة في موسكو بعيد قمة العشرين بداية أيلول /سبتمبر في سان بطرسبورغ الروسية، ألمح كارني إلى أنها باتت غير مؤكدة، بعد أسابيع من الغموض حول هذه المسألة.وقال: "لا أملك معلومات حول البرنامج أقدمها لكم اليوم، لكن بالتأكيد (اللجوء الممنوح لسنودن) ليس تطورا إيجابيا". وأوضح المتحدث: "لدينا مصالح متعددة مع الروس وإننا نقيم جدوى عقد قمة"من جهتها أكدت ماري هارف المتحدث باسم الخارجية الأميركية أن واشنطن "تقيم جدوى عقد الاجتماع المشترك بين وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين ونظيريهما الروسيين المقرر في التاسع من آب/أغسطس الحالي.وقالت:"لم نكن على علم مسبق بهذه الخطوة، نحن الآن نتواصل مع الجانب الروسي للحصول على تأكيد رسمي ومناقشة هذه الخطوة بشكل مفصل"، مؤكدة أن واشنطن تواصل مطالبتها لموسكو بتسليم سنودن، لكنها لاتريد أن يؤثر ذلك على العلاقات بين البلدين بشكل عام، حسب تعبيرها.في السياق ذاته تساءل السيناتور الأميركي الجمهوري جون ماكين فيما إذا كان قرار موسكو منح سنودن اللجوء سيدفع واشنطن إلى إعادة النظر في ما يسمى بسياسة إعادة التشغيل في العلاقة مع موسكوواقترح توسيع قائمة العقوبات على شخصيات روسية عبر ما يعرف بقائمة "ماغنيتسكي"، كما طالب بإنهاء العمل على منظومة الدرع الصاروخية الأميركية وتكثيف العمل على قبلول جورجيا في أحضان الناتو ومساعدة المعارضة الروسية".أما السيناتور شارلز شومر فدعا الرئيس الأميركي إلى المطالبة بنقل مكان انعقاد قمة مجموعة العشرين خارج روسيا.بالمقابل اعتبر الجانب الروسي على لسان مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف أن منح سنودن حق اللجوء لن يؤثر على العلاقات الروسية الأميركية، مشير إلى أن روسيا لها مصلحة في تطوير العلاقات مع الولاياتالمتحدة الأميركية على جميع الجهات.المحلل السياسي جيفري مانكوف نائب رئيس برامج أوراسيا وروسيا في مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية اعتبر بدوره أن قضية سنودن "ستولد عاصفة مؤقتة من الانتقادات من جانب الولاياتالمتحدة الأميركية لكن من المستبعد أن تخلق أزمة كبيرة مع روسيا في الملفات الاستراتيجية التي تؤثر على العلاقات الثنائية مثل القضية السورية وإيران والحرب على الإرهاب وغيرها".