ولد الشيخ أبو زكرياء يحيى بن أبي عبد الله النايلي الملياني سنة 1030ه. ونشأ في أسرة اشتهرت بتحمّل العِلم والعمل به، فقرأ صغيرًا على والده وعلماء محلته، وحفظ القرآن الكريم وهو ابن ثمان سنين، وتعلّم مبادئ العربية وعلومها وأخذ الحديث والفقه والأصول وغيرها عن شيوخ بلدته. تابع تحصيله العلمي فقرأ في مختلف العلوم ومنها التّفسير والحديث رواية دراية على مشايخ كثيرين، منهم علماء الجزائر المحروسة الّتي انتقل إليها بعد أن اشتدّ عوده، منهم: العلامة أبو محمد سعيد قدورة، العلامة الأنصاري وسيّدي عبد الرّحمن الثعالبي وغيرهم، وأجازوه، وشهدوا له بالبراعة في كلّ العلوم والفنون، وقدّموه للتّدريس، فعقد مجالس التّحديث والإقراء. لكن حبّه للإسناد العالي وشغفه بطلب العلم، جعلاه يغادر أرض الجزائر، فكثرت أسفاره ورحلاته فزار مصر والحجاز ودمشق وبغداد وتركيا وغيرها من البلدان. وبعدها إلى الحجاز لأداء فريضة الحجّ سنة 1073ه، وقد استغل هذه الرحلة فأخذ عن علمائها وشيوخها وأجازوه. ثمّ قصد مصر سنة 1074ه، بهدف الدراسة والأخذ عن علمائها وشيوخها، وقد طاب له المقام فاستقرّ بها معلّمًا ومدرّسًا. وبعد أن أجازوه وأثنوا عليه، قدّموه للتّدريس بالأزهر الشّريف، إلى أن تَصدَّر للإقراء بالأزهر. سافر قاصدًا بيت الله الحرام لأداء فريضة الحجّ في البحر، فمات وهو في السفينة على ظهر البحر، يوم الثلاثاء 20 رمضان سنة 1096ه الموافق ل1685م.