عبر نائب رئيس حركة النهضة التونسية عن أمله في ايجاد حلول ومخارج للازمة السياسية في بلاده مؤكدا ان "تمسك الحزب بحكومة الوحدة الوطنية ليس لأغراض حزبية"، وأن هناك محاولات لاستنساخ الاحداث في مصر في تونس وقال نائب رئيس حركة النهضة ومنسقها العام عبد الحميد الجلاصي في تصريحات لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء إن "البعض يتخيل أن حديث النهضة عن حكومة وحدة وطنية موسعة تتولى رئاستها هو لأغراض حزبية، لكن هذا الامر غير صحيح لسببين، أولهما أن أي تحوير حكومي يتطلب وقتا طويلا، وثانيا لتعارض المطالب بإبعاد النهضة عن الحكم مع التقاليد الديمقراطية"، حسب تعبيره من جهة اخرى شدد الجلاصي على أن "حركة النهضة مستعدة للتخلي عن كل شيء متى كان من الممكن واليسير تجاوز البلاد لازمتها الاقتصادية الحرجة ومواجهة المخاطر الارهابية والذهاب الى انتخابات في اقرب وقت ممكن عبر حكومة أخرى" منوها بأن حركته ترى أن تحقيق كل تلك الاهداف غير يسير بل تتصور أن الأسلم هو "البناء على ما راكمته الحكومة الحالية لمدة عام ونصف وادخال تحسينات عليها مع مراعاة مخاوف جميع الاطراف"، حسب قوله وبخصوص مقترحات النهضة لتبديد مخاوف الفاعلين السياسيين قال الجلاصي إن حزبه يقترح "ايجاد هيئة سياسية تكون بمثابة الحزام داخل الحكومة تكون لها جملة من السلطات مع ادماج احزاب اخرى في التركيبة الحكومية الحالية وايجاد ضمانات لنظام انتخابي يكون عادلا ويضمن تمثيلية عالية مع ضمان حيادة الادارة ومراجعة أي تعيين اداري تم حسب الولاء الحزبي وليس الكفاءة"، مضيفا أن حزبه يوافق أيضا "على وضع ميثاق شرف للتنافس بين الاحزاب تكون اطراف دولية شاهدة عليه"، حسب تعيبره هذا وأكد نائب الغنوشي أن حزبه "يخشى ارباك المسار الانتقالي في البلاد وانه مستعد لمناقشة كل الامور بشكل موضوعي وغير حزبي"، مضيفا في ذات السياق أن "المسؤولية الوطنية لا تسمح لنا بخلق ارباك" على حد تعبيره ومن المنتظر ان يعقد مجلس شورى حركة النهضة اجتماعا يوم غد السبت لبحث الوضع الراهن في البلاد على ان تستأنف الحركة محادثاتها مع نقابة العمال يوم الاثنين وردا على سؤال بشان تأثيرات الاوضاع في مصر على تونس قال الجلاصي "نعم هناك محاولات لنقل تجربة ما يحصل في مصر واستنساخها في تونس لكن السياقات مختلفة"، مضيفا ان جيش تونس "بقي منذ انشائه بمعزل عن الساحة السياسية خلافا للجيش المصري وهذا مُعطى مهم كما ان المجتمع التونسي مجتمع متجانس خلافا للمجتمع المصري الذي يضم ملايين الاقباط فضلا عن خلفية الموقف من القضية الفلسطينية في الازمة الحالية في مصر" مشددا على قدرة التونسيين في ايجاد حلول رغم هذه المصاعب وكان رئيس حزب النهضة راشد الغنوشي قد اعلن امس الخميس في مؤتمر صحافي رفض حزبه الدعوات إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني محذرا من مخاطر الفوضى التي قد تهدد تونس في حال تم حل الحكومة الحالية التي يقودها القيادي بحزبه علي العريض، واصفا القوى التي تدعو إلى مثل هذا الأمر بأنها "فوضوية وعدمية" على حد قوله