قبل أقل من 72 ساعة عن موعد المباراة الهامة بين المنتخب البوركينابي ونظيره الجزائري، لاشيء هنا بالعاصمة واڤادوڤو، يوحي أن هناك حدثا رياضيا كبيرا سيعيشه البوركينابيون بسبب اهتمام أغلبيتهم بكسب قوت اليوم. على امتداد شارع “باشا واڤا” الفاصل بين مقر إقامتنا بضاحية واڤا 2000 وإلى غاية وسط مدينة واڤادوڤو، تنتصب الأكواخ التي حوّلها كثيرون إلى محلات، تشهد على معاناة شعب كادح شغله الشاغل توفير قوت غير متاح لغالبية يفتك بهم الجوع والفقر والأمراض، فيما تنتشر وتتفشى مظاهر البؤس في كل مكان في بلد يعرف معدلا مرتفعا لتجارة البشر، وترتفع فيه أيضا معدلات التسرب المدرسي، حيث يفرض على الأطفال التوجه للعمل في سن مبكرة وبأجور زهيدة. وعلى ضوء هذا، لم تعد كرة القدم محور اهتمام سكان هذا البلد، على الأقل قبل أقل من 72 ساعة عن المباراة، فالكل منهمك في الجري وراء لقمة العيش، وهو ما يفسر حتما غياب المظاهر الاحتفالية والاستعدادات لهذا الحدث الرياضي الأهم في تاريخ الكرة البوركينابية منذ 1998، تاريخ تنظيم نهائيات “الكان”. والتقت “الخبر “ قريبا من السوق المركزي للمدينة، الشاب وادراغو، الذي قال: “نحن حاليا منشغلون بالعمل، الحياة صعبة جدا هنا والظروف قاسية، حتى تذكرة المباراة لم أقدم بعد على شرائها.. كل شيء مؤجل حتى عشية المباراة أين سنتجمع في ساحة الأمم لنبدأ الاحتفالات التي ستتواصل لما بعد اللقاء، لأننا واثقون من الفوز”. ويرى البوركينابيون في موعد السبت المقبل فرصة أخرى لتجاوز هموم الحياة الصعبة التي يعيشونها، ولو للحظات، ف«الخيول” صاروا خلال السنوات الأخيرة متنفسهم الوحيد منذ تتويج فريقهم لأقل من 17 سنة باللقب القاري ووصول فريقهم الأول للنهائي الإفريقي الأخير.. هكذا قال “يوسف” وهو واحد من الباعة المنتشرين في سوق واڤا الرئيسي المسمى “وود ووكو”، السوق الذي يقع في قلب العاصمة البوركينابية يعرف بعض الحركة تحسبا للمباراة المقبلة، حيث يسعى يوسف، مثل زملائه، لاستغلال الحدث من أجل تحقيق بعض المكاسب المادية من خلال التجارة في مختلف السلع التي ترمز لمنتخب بلاده في صورة القمصان والأوشحة والرايات و«توننتون قو”، وهو مزمار يشبه “الفوفوزيلا” والذي سيكون حاضرا بقوة في مدرجات ملعب 4 أوت يوم السبت المقبل. ثقة عمياء في “الخيول” ويضع البوركينابيون ثقة عمياء في منتخب بلادهم، فهم يعتبرون أن “الخيول” أخذوا بعدا آخر، خاصة بعد بلوغهم لنهائي “الكان” الأخير بجنوب إفريقيا، وهو ما يعتبره سائق الأجرة الذي زين سيارته بالعلم البوركينابي الأحمر والأخضر، تتوسطه نجمة صفراء والذي يرتدي قميص نجمه المفضل بانسي، حيث قال “أنتم تتكلمون عن نائب بطل إفريقيا، سنهزمكم برباعية”، مشيرا بيده إلينا، وهو الكلام الذي تردد أكثر من مرة، ليس انتقاصا من قيمة المنتخب الجزائري، بقدر ما هو ثقة كبيرة في إمكانات رفقاء بيتروبيا. ويبقى الجمهور البوركينابي بعيدا عن التعصب، فلا يتردد “ألاسان”، شاب في ال20 سنة، قابلناها في سوق واڤا يبيع الأعلام البوركينابية، على التأكيد بأن وقوع أي تجاوزات في حال ما كانت النتيجة النهائية لصالح الجزائر، يبقى أمرا مستبعدا جدا، حيث قال “أنتم في بلد الناس النزهاء الذين يرحبون دائما بالضيوف، حتى وإن كنا نستبعد أن يصمد منتخبكم أمام منتخبنا، إلا أننا سنتقبل أي نتيجة حتى ولو كانت في غير صالحنا، ربما الأمر كان سيختلف لو كنا واجهنا جيراننا في كوت ديفوار بفعل الندية الموجودة بيننا، لكن أمام الجزائر كل شيء سيمر في أحسن الظروف”، يقول ألاسان. أصداء من واڤا صادي وزفزاف يستلمان حصة الجزائر من التذاكر استلم، أمس، نائب رئيس الفاف جهيد زفزاف ومسؤول المنتخبات الوطنية وليد صادي حصة الجزائر من تذاكر المباراة عبر سفارة الجزائر في بوركينا فاسو، خلال الاجتماع الذي جرى، صبيحة أمس، بمقر السفارة بواڤادوڤو. وكان نصيب الجزائريين 1500 تذكرة، وهي سعة المدرجات التي تم تخصيصها على مستوى ملعب 4 أوت للجانب الجزائري يوم المباراة. 1000 تذكرة في المطار و500 عبر وكالة الخطوط الجوية تحصل زفزاف على 1000 تذكرة، وهي الحصة الخاصة بالمناصرين القادمين يوم المباراة عبر الرحلات الأربع المبرمجة إلى مطار واڤادوڤو، وستشرف وكالة “تورينغ” على العملية التي ستمس الألف مناصر المتوقع وصولهم. وبالمقابل، تم تخصيص 500 تذكرة الأخرى لبقية المناصرين، سواء الذين وصلوا أمس وأولئك الذين يصلون اليوم صباحا من الجزائر، إضافة إلى المناصرين المرتقب وصولهم من أوروبا، على أن تتكفل وكالة الخطوط الجوية الجزائرية بواڤادوڤو بعملية التوزيع. كل شيء جاهز لاستقبال “الخضر” اليوم يصل المنتخب الوطني، اليوم، لمطار واغادوغو في حدود الساعة الواحدة بالتوقيت المحلي وسيكون في استقبالهم سفير الجزائر ببوركينا فاسو ونائب رئيس الفاف جهيد زفزاف، الذي أنهى أمس كل التحضيرات اللازمة لاستقبال بعثة “الخضر” التي ستضم 70 عضوا. إقبال متواضع في اليوم الثاني لبيع التذاكر سجلت عملية بيع التذاكر الخاصة بمباراة بوركينا فاسو والجزائر إقبالا متواضعا، في ثان يوم من طرحها للبيع، وفتح الاتحاد البوركينابي عدة نقاط للبيع، إلى جانب ملعب 4 أوت، وهذا على مستوى الملعب البلدي القديم، وفندقي سبلنديد وبالاس، وأخيرا في نقاط بيع متعامل الهاتف أيرتال الذي يعد الممول الأول لمنتخب “الخيول”، علما أن حصة البوركينابيين بلغت 35 ألف تذكرة. 200 صحفي معتمد لتغطية المباراة كشف يومية “الأوبزرفاتور” عن وجود أشغال بملعب 4 أوت استعدادا لموعد 12 أكتوبر المقبل، وتخص المنصة الخاصة بالصحفيين التي تستعد لاستقبال 200 صحفي من مختلف وسائل الإعلام المحلية والجزائرية والأجنبية، في أكبر تغطية إعلامية تشهدها مباريات الخيول. رصدها: شعيب كحول