حلت بمطار العاصمة البوركينابية واڤادوقو الدولي، صبيحة أمس، أولى حشود أنصار المنتخب الوطني التي جاءت لمؤازرة تشكيلة المدرب وحيد حاليلوزيتش في مواجهة “الخيول” في لقاء الذهاب من الدور الفاصل المؤهل لمونديال البرازيل 2014 والتي يرتقب أن تجري بحضور ما لا يقل عن ألفي مناصر جزائري. ضمت المجموعة الأولى من مشجعي “الخضر” والتي وصلت إلى واڤادوڤو في ساعة مبكرة من صباح أمس قرابة عشرات المناصرين الذين ينحدرون من مختلف مناطق الوطن كسعيدة وتيسمسليت والشلف والجزائر العاصمة، فيما شكل ممثلو ولاية البليدة الغالبية الكبرى بتسجيل حضور 20 مناصرا من مدينة الورود. رغم أن المباراة يفصلنا عنها خمسة أيام، إلا أن “واڤا” أصبحت تعيش حمى المباراة الفاصلة بالأنصار الجزائريين وليس بمناصري “الخيول”، فقد تحوّلت الشوارع الرئيسية للعاصمة البوركينابية إلى مسرح للأهازيج والهتافات والرايات الجزائرية، وطغت الألوان الخضراء والحمراء والبيضاء أهم الأماكن، ما لفت أنظار البوركينابيين. لغة الإشارات لتمرير رسالة “سنفوز عليكم” "واڤا” اليوم، أو على الأقل الشوارع الكبيرة للعاصمة البوركينابية، تعيش على وقع “وان ثو ثري فيفا لالجيري”، ولم يكن للحضور الجماهيري المعتبر من الجزائريين إثارة أعصاب البوركينابيين المعروف عنهم هدوءهم وحسن ضيافتهم، فالابتسامة لم تفارق هؤلاء وهم ينظرون إلى “الديكور” الجديد لعاصمتهم بعيون متأملة في الألوان وفي حيوية الجزائريين، الذين تقاسموا أفراحهم الأولى قبل المباراة مع سكان “واڤا” من خلال أخذ صور مع بعض منهم، وهم يؤكدون لهم بأن الجزائر قادمة من أجل تحقيق الفوز. دعابة الجزائريين كانت حاضرة في العاصمة “واڤا”، بشكل يؤكد بأن “المستحيل” مصطلح غير موجود في القاموس الجزائري، فلم يجد المناصر “ع.ج” حرجا في محاولة إثارة أعصاب البوركينابيين وهو يبادلهم الابتسامات بالقول لهم باللغة الفرنسية مستعينا بلغة الإشارات “(2/0)”، ثم يضيف حتى يتأكد بأن رسالته وصلت “سنفوز عليكم، لن يكون هناك مونديال لكم”، ثم يضيف آخر وهو يحاول “كسر” الابتسامة العريضة للبوركينابيين “لديكم بيترويبا ولدينا تايدر وفغّولي”، ليضيف “بيترويبا سيرحل عن رين، لأن قادير أصبح لاعبا في هذا الفريق.” ويتفق البوركينابيون وهم يتحدثون بلطف مع الجزائريين بأن المنتخب الجزائري أقوى بكثير من منتخب بوركينا فاسو، وقالت إحدى مناصرات “الخيول”، وهي ترد على الأنصار الجزائريين “لديكم منتخب كبير، وأعتقد بأنكم ستفوزون”، ليرد عليها مناصر ثالث “راكي تنحي في العين”، ليضيف “أنتم منتخب نشّط النهائي، ولن نسقط في الفخ، نعلم بأننا سنواجه منتخبا قويا، لكن سنفوز عليكم”. أنصار المنتخب الجزائري، حرصوا على ترك بصماتهم في أكبر عدد من المناطق في العاصمة البوركينابية، وكان تجوالهم طيلة نهار أمس وحتى ليلا في شوارع “واڤا” شبيهة بعمل “البرّاح” في زمن مضى، فكانت الغاية من “التبراح” بالأهازيج والأغاني ومن خلال رفع الرايات، بمثابة إخطار رسمي لسكان العاصمة البوركينابية والقول لهم “نحن هنا، لقد وصل الجزائريون، لقد جئنا من أجل مساندة المنتخب الجزائري لبلوغ المونديال، نحن هنا لأننا مهوسون ب"الخضرا”، وسنركب “الخيول” وننطلق بها بسرعة لنطل من على صهوتها على الأفق ونحسب ما تبقّى لنا من مسافة على “ريو”، فنحن هنا من أجل المونديال”. "الخضرا” حاضرة.. ليس من أجل السياحة بل لبلوغ المونديال نهاية الجولة الأولى في شوارع واڤادوقو للأنصار الجزائريين كانت محاولة لأخذ قسط من الراحة، فأغلبهم لم يكن بعد قد حجز في الفنادق لإقامة الليلة على الأقل، ولو أن أغلب الأنصار الذين قدموا وتمكنوا من الحجز في الفنادق، لم يبيتوا ليلتهم تقريبا، فأغلب من تحدثنا إليهم، أكدوا بأنهم قضوا نحو ساعة أو ساعتين بالغرفة لأخذ حمّام وتغيير الملابس، مع الاحتفاظ بالألوان الوطنية التي تحملها كل الألبسة الرياضية التي جلبوها معهم، قبل الخروج من جديد إلى الشوارع، للاحتفال تارة ثم التوقف تارة أخرى من أجل تناول وجبات سريعة، وفي هذا الشأن قال المناصر “ه.ب” القادم من العاصمة “نحن هنا ليس من أجل النوم أو التنزه، لسنا في رحلة سياحية، نحن هنا لتمثيل الجزائر، وعلى البوركينابيين أن يعلموا بأن وراء المنتخب الجزائري أعداد كبيرة من المناصرين القادرين على التنقل معهم في أي بقعة من العالم”. "نشعر بأننا سفراء الجزائر في واڤا” ويقول “ع.ج” القادم من تيسمسليت إنه لا يفوت فرصة للتنقل مع “الخضر” خارج الوطن من مصر إلى السودان مرورا بجنوب إفريقيا في مناسبتين وغيرها من خرجات النخبة الوطنية، وهذا رغم أن وضعيته الاجتماعية وحتى المالية لا تؤهله لذلك، مشيرا “لا أخفي عليكم المنتخب الوطني يأتي في المقام الأول، ولا يمكنني أن أفوّت أية فرصة لمؤازرته حتى خلال تنقلاته. صحيح أنني لا أملك المال الكافي لتغطية تكاليف رحلة مثل رحلة واڤادوڤو، لكنني أحضّر لهذه السفرية منذ فترة طويلة وتمكّنت بفضل المساعدات من جمع ثمن التذكرة”، ليضيف “ماشي خسارة في الخضرا”، فيما قال المناصر “ن.ح” القادم من سعيدة “تنقلت بفضل إمكاناتي الخاصة، لست غنيا، لكنني قادر على تسديد تكاليف رحلة إلى واڤادوڤو، لذلك لم أتردّد في التنقل مع الجزائريين، إنه شعور فريد من نوعه حين تجد نفسك رفقة مجموعة من الجزائريين في بلد آخر من أجل تدعيم “الخضر”، لا أخفي عليك بأن بدني اقشعر، أشعر بأنني سفير الجزائر في “واڤا”، فهذا الموعد وهذا التلاحم، يشعرنا بأننا نحب الجزائر أكثر مما نعتقد، بل أننا نفتخر بجزائريتنا، وإلا، لم أكن اليوم هنا”. ويرتقب أن يستمر توافد الأنصار على واڤادوڤو، سواء أولئك القادمون من الجزائر العاصمة عبر الرحلات العادية، أو تلك الخاصة، إضافة إلى عشرات المشجعين من المهجر القادمين من فرنسا وحتى من مناطق أبعد مثل كندا ليبلغ العدد المرتقب يوم المباراة حوالي ألفا مناصر. أصداء من واڤادوڤو صادي وزفزاف يصلان وصل نائب رئيس الاتحادية جهيد زفزاف والمكلف بالمنتخبات الوطنية وليد صادي، إضافة إلى طباخ المنتخب فريد، إلى واڤادوقو صبيحة أمس لتحضير وصول وإقامة المنتخب الوطني هنا، وبالمقابل تخلّف مناجير المنتخب الوطني عبد الحفيظ تاسفاوت، على أن يرافق بعثة المنتخب يوم الخميس المقبل. طبيبان بيطريان لتفادي حالات التسمم رافق الوفد الأول لبعثة المنتخب والذي وصل، أمس، طبيبان بيطريان، قال مسؤول المنتخب إن مهمتهما مراقبة ما سيتناوله عناصر المنتخب بالخصوص اللحوم، وهذا خلال فترة إقامتهم من طعام ومياه لتفادي تكرار سيناريو العام الماضي عندما تعرض بعض أفراد البعثة الوطنية عشية مواجهة مالي لحالات تسمم غذائي. بعثة قياسية للمنتخب سيحل المنتخب الوطني، يوم الخميس المقبل، بواڤادوڤو في رحلة خاصة ببعثة قياسية تضم 70 عضوا من لاعبين وفنيين وطاقم طبي و10 من عناصر الأمن الخاص، ولهذا الغرض تم حجز 100 غرفة على مستوى فندق لايكو مقر إقامة “الخضر”، علما أن عديد الرسميين سيلتحقون في اليوم الموالي. كل الطعام من الجزائر أكد طباخ المنتخب الوطني أن الطائرة الخاصة للمنتخب الوطني ستحمل معها كل مؤونة الغذاء والمياه الخاصة بإقامة العناصر الوطنية، موضحا بأنه الفاف أخذت كل احتياطاتها لتفادي أي سيناريو قد يؤثر على اللاعبين عشية المباريات، خاصة حالات الإسهال والتسمم. رحلة خاصة بالرسميين كما جرت العادة، لم تتأخر الفاف في “تكريم” إطاراتها من خلال التكفل بنقلهم وإقامتهم بواڤادوڤو، حيث ستصل رحلة الخطوط الجوية الجزائرية محملة بالعشرات من الرسميين والمسؤولين في مختلف الرابطات، إضافة إلى بعض رؤساء الأندية لبطولة القسم الأول. الطقس متقلب في “واڤا” عرف الطقس، أمس، انخفاضا محسوسا في درجة الحرارة التي لم تتجاوز الثلاثين درجة، مع تسجيل سحب كثيفة، على عكس ما كان عليه الحال خلال اليومين الماضيين أين ناهزت الحرارة 38 درجة مع معدل مرتفع للرطوبة تجاوز 80 بالمائة، ويبقى الطقس الإشكال والهاجس الأول للمنتخب الجزائري الذي قد يمر جانبا في حال ما خاض مواجهته في ظروف حارة كالتي كانت أول أمس. أرضية ملعب 4 أوت “مقبولة” رفض عمال ملعب 4 أوت السماح للصحفيين الجزائريين الولوج لأرضية الملعب لمعاينة وضعية الأرضية التي ستحتضن مواجهة 12 أكتوبر المقبل، وتم تحويلهم للمدرجات، ومن هناك منح مشهد الأرضية الانطباع بأنها في حال مقبولة جدا، خاصة في حال لم يتجدد تساقط الأمطار. "الخضر” في أفضل فندق في “واڤا”.. سيقضي المنتخب الوطني أقامته في بوركينا فاسو في أفخم فندق في هذا البلد، فندق من (5 نجوم) يوفر كل سبل الراحة والهدوء لعناصرنا الوطنية، علما أن “الخضر” كانوا قد أقاموا خلال تنقلهم الأخير لهذا البلد بمناسبة مواجهة منتخب مالي في فندق بالاس ذي الخمس نجوم. .. و"الخيول” في فندق متواضع يتربص المنتخب البوركينابي تحسبا لمواجهة الجزائر في فندق يبدو متواضعا، على الأقل مقارنة بذلك الذي سيقيم فيه منتخبنا الوطني، الفندق منصف من 3 نجوم فقط وهو غير بعيد من فندق المنتخب الوطني المتواجد في ضاحية واڤا 2000.