تحمل ثانوية مدينة ڤديل الجديدة، شرقي وهران، منذ أمس اسم المرحوم جمال الدين زعيتر، الذي اغتاله الإرهابيون صباح الجمعة 17 فيفري 1995، عندما كان يترحم على قبر والدته في مقبرة المدينة. وجاءت تسمية هذه الثانوية التي دشنها رئيس الجمهورية سنة 2006، بمبادرة من منظمة المجاهدين لدائرة ڤديل، وهي المبادرة التي تبنتها البلدية، وتزامن حفل رفع الستار عن الاسم الجديد للثانوية مع الاحتفالات المخلدة للمجزرة التي ارتكبتها الشرطة الفرنسية في حق المهاجرين الجزائريين في 17 أكتوبر 1961. وحضر الحفل السيد سعيد زعيتر، والد الصحفي المرحوم، وشقيقه وأبناؤه وبناته، إلى جانب السيد عبد الغاني فيلالي والي وهران بالنيابة والسيد عبد الحق كازي ثاني رئيس المجلس الشعبي الولائي لوهران، الذين أزاحوا الستار عن اللوحة التي تحمل اسم جمال الدين زعيتر. وتشهد مدينة ڤديل أن المرحوم رفع رأسها، ذات 1 نوفمبر 1994، عندما لم يتقدم أحد لرفع الراية الوطنية في ساحتها في منتصف الليل بمناسبة إحياء الذكرى ال40 لاندلاع الثورة التحريرية، فكان الوحيد إلى جانب رئيس البلدية الذي اغتيل قبله على يد الإرهابيين. وبقي يقاوم بقلمه في جريدة الجمهورية، التي كان يشتغل فيها، إلى أن غدر به الإرهابيون وهو في طريقه إلى قبر أمه المرحومة الزهرة، رفقة ابن شقيقه قاسم، وهو أعزل ليترحم عليها، وأطلقوا النار على ظهره، صباح الجمعة وكان الشهر رمضان. ورحل جمال الدين زعيتر في أكثر السنوات دموية على الأسرة الإعلامية الجزائرية، التي فقدت 40 صحفيا سنة 1995، كان جمال خامسهم، قبل بختي بن عودة، إسماعيل يفصح وعمر أورتيلان. وكانت 1995 السنة التي اغتال فيها الإرهابيون أكبر عدد من الصحافيات، حيث سقطت ثماني صحافيات تحت رصاصهم الغادر.