اتفق مقاتلون شيعة وسنة في اليمن اليوم على وقف إطلاق النار، بعد أيام من الاشتباكات في مدينة شمالية، قُتل فيها 100 على الأقل من المقاتلين والمدنيين.وقال متحدث باسم الجماعة السلفية في اليمن إن عمليات قصف وقعت أثناء الليل زادت عدد القتلى. وأضاف أن وفدا للصليب الأحمر نجح في دخول بلدة دماج لعلاج الجرحى في القتال وإجلائهم، لكن مترجما مع الفريق أُصيب بالرصاص وقتل.وذكرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" أن مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بنعمر، أعلن وقف إطلاق النار.وقال بنعمر: "نتمنى أن يكون وقف إطلاق النار دائما، وتليه خطوات لحل المشكلة بشكل جذري".وألقى القتال في بلدة دماج بشكوك حول جهود المصالحة الوطنية في اليمن، التي توجد بها أحد أنشط أجنحة تنظيم القاعدة.وتقلق الاضطرابات المستمرة على عدة جبهات في اليمن أمريكا، التي كثفت مساعداتها ودعمها العسكري لصنعاء، في إطار جهدها ضد المتشددين الإسلاميين.واندلعت الاشتباكات الأربعاء الماضي، حين اتهم مقاتلون حوثيون يسيطرون على كثير من مناطق محافظة صعدة على الحدود مع السعودية، منافسيهم السلفيين في دماج، بجلب آلاف المقاتلين الأجانب استعدادا لمهاجمتهم.ويقول السلفيون إن الأجانب ليسوا سوى طلاب جاءوا من الخارج لدراسة علوم الشريعة الإسلامية في كلية دار الحديث.وقال سرور الوادعي المتحدث باسم الجماعة السلفية، إن الحوثيين يشنون هجمات مكثفة طوال الليل على دار الحديث ومساكن الطلاب، مؤكدا أن عدد القتلى ارتفع إلى 100 على الأقل.ويشير هذا الرقم إلى السنة الذين قُتلوا في الاشتباكات. ولم يصدر الحوثيون أي إحصاءات لأرقام القتلى والجرحى في جانبهم.وقال الوادعي إن وفدا من الصليب الأحمر تمكن من دخول دماج في قافلة تضم أربع عربات، لكنها تعرضت لإطلاق النار من قناصة حوثيين، قتلوا بالرصاص مترجما محليا كان يرافق الوفد.وأثار القتال قلق قوى عالمية ساهمت في إبعاد الرئيس السابق لليمن علي عبد الله صالح عن السلطة عام 2011 بعد شهور من الاحتجاجات.ودعا سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن ومجلس التعاون الخليجي إلى إنهاء القتال. وقالوا في بيان: "يشير السفراء ‘لى أن حشد القوات خارج المنطقة سيفاقم التوترات، الأمر الذي ينذر بخطر نشوب مزيد من العنف".وأكد بنعمر أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أرسل طائرة لإجلاء المصابين بجراح خطيرة من دماج إلى صنعاء.وذكر يحيى أبو إصبع رئيس اللجنة الرئاسية المكلفة بإنهاء الصراع في دماج، أمس، أن مقاتلين حوثيين نقضوا تعهدا سابقا بوقف الهجمات بعد إطلاق سراح ستة من أنصارهم اختطفهم مقاتلون مؤيدون للسلفيين من قبيلة الأحمر في محافظة عمران المجاورة.وحاصر الحوثيون دماج عدة أسابيع خلال العام الماضي، واتهموا السلفيين بتخزين أسلحة، وهو اتهام نفاه السلفيون.