مدير التلفزة الجزائرية، توفيق خلادي، قال إنه قدّم اقتراحا للسلطات برفع الضريبة المسلّطة على الجزائريين لمشاهدة التلفزة الجزائرية، منذ 40 سنة، من 50 دينارا في فاتورة الكهرباء الواحدة إلى الضعف، لأن التلفزة تعاني من صعوبة التمويل، وهذا يعيق تطوير الإنتاج التلفزي! وقال خلادي أيضا إنه إذا كانت الحرية التي يطالب بها الناس في التلفزة الجزائرية هي نقد الرئيس بوتفليقة، فأقول لهم إن ذلك لن يحصل؟! معلوم أن الضريبة على مشاهدة التلفزة فُرضت في بداية السبعينيات، وقدرت حينذاك ب50 دينارا تقتطع مع كل فاتورة كهرباء يدفعها المواطن، وبقيت هذه الضريبة قائمة إلى اليوم مدة 40 سنة، وتقتطع بالطريقة نفسها.. وتصوروا أن المواطن يدفع 4 فاتورات في العام لمصلحة الكهرباء، ويدفع عبرها 200 دينار ضريبة لفائدة التلفرة، أي يدفع المواطن للتلفزة التي لا يشاهدها سنويا أكثر من 200 مليار سنتيم، ومع ذلك يريد المدير العام للتلفزة رفع هذه الأرقام؟! المفروض أن التلفزة الجزائرية تدفع للمواطن ثمن مشاهدتها، لأن مشاهدة الرداءة والصبر عليها أصبحت مكلفة نفسيا وصحيا؟! لكن عندنا أصبح المواطن يدفع ضريبة لمشاهدة الرداءة رغم أنفه؟! منذ 7 سنوات اتصل بي زميل من دولة شقيقة درس معي الإعلام في جامعة الجزائر، وقال لي: ما الذي حدث لكم؟ كيف أصبحت التلفزة الجزائرية مثالا للرداءة الإعلامية، إلى درجة أن معهد الإعلام في هذه الدولة أصبح يقدّم برامج التلفزة الجزائرية كنماذج حية على الرداءة التي ينبغي تجنّبها في العمل الإعلامي الجيد؟! صديقٌ أذنه في فم مديرية الإنتاج بالتلفزة قال لي: أموال الدولة كلها لن تكفي التلفزة، لأن شريط “مازلنا واقفين” الذي بثته التلفزة على أنه من الأعمال الجليلة للتلفزة أنتجته مؤسسة مملوكة لزوجة مسؤول بمبلغ 70 مليار سنتيم.. وأن وزارة المجاهدين وضعت تحت تصرف التلفزة ما يزيد عن 250 مليار في سياق الاحتفال بالذكرى الخمسين للاستقلال! ومدير التلفزة “سطا” على “الجزيرة”، لأنه لم يجد المبالغ الكافية لشراء المقابلة مع بوركينافاسو. المصيبة أن بعض القنوات الخاصة، المنشأة قبل صدور القانون الخاص بالسمعي البصري، قد دخلت هي الأخرى في مدرسة الرداءة، كاليتيمة، في غالبيتها.. ولا تتميز هذه القنوات (على العموم) عن اليتيمة إلا في قضايا “الشيتة” والإشهار و”الشنطاج” والكذب الإعلامي، وقضايا “نكحَ وذبحَ”؟! حتى بأت الرأي العام يقول عن هذه القنوات إن أكثرها رواجا أكذبها؟! على طريقة شعراء البلاط في العصور الوسطى.. “أعذبهم أكذبهم”؟!