يرى نجم الكرة الجزائرية في الثمانينيات، مصطفى كويسي، أن المواجهة التي ستجمع المنتخب الوطني ببوركينافاسو يوم الثلاثاء المقبل ستكون صعبة للغاية، إلا أنه كشف ل”الخبر” أن التأهل يبقى في متناول “الخضر”، لكن بشروط. في البداية كيف هي أحوالك، وماذا تعمل حاليا؟ أنا حاليا منشغل بالتخطيط لبرنامج على المدى البعيد في الفئات الصغرى لفريق شباب بلوزداد ومتابعة إنشاء مركز التكوين، حيث أصبح من الضروري العودة إلى القاعدة حتى نتمكن من تكوين لاعبين على أسس متينة، وهو ما يريده الرئيس وأعضاء مجلس الإدارة حتى نعيد الهيبة لهذا الفريق التي افتقدها في العشرية الماضية. الكل يترقّب المباراة الفاصلة أمام بوركينافاسو، فكيف تراها؟ هي مباراة فاصلة بالفعل والفوز بفارق هدف واحد سيمنحنا تأشيرة التأهل إلى مونديال البرازيل، حيث إن مهمة “الخضر” بقدر ما هي سهلة على الورق، بالنظر إلى المعطيات الموجودة، بقدر ما ستكون صعبة خاصة في الربع ساعة الأول. هل بإمكانك أن توضح أكثر؟ كل الأوراق في صالحنا والمهمة ليست معقدة، كوننا نحتاج إلى هدف واحد للتأهل. لكن في الوقت نفسه، لاعبونا مجبرون على توخي الحذر وعدم ترك لاعبي المنافس يلعبون كما يشاءون، وتجنب الغرور مطلوب، فكل المؤشرات في صالحنا لكن يجب تجنب استصغار المنافس. ما هي مفاتيح التأهل إلى ريو دي جانيرو؟ يجب علينا التسجيل مبكرا لامتصاص حرارة الفريق الزائر وإجباره على الخروج من منطقته، مع التركيز على فرض المراقبة على بعض اللاعبين الممتازين والقادرين على تغيير مجرى اللقاء. فلو نتمكن من ذلك، أعتقد أننا سنحسن تسيير المباراة بشكل جيد ونحقق التأهل دون عناء. أين تكمن نقاط قوة وضعف المنافس، برأيك؟ حسب رأيي قوة المنتخب البوركينابي تكمن في الهجوم، حيث إن لاعبين مثل بانسي وبتروبيا يتوجب مراقبتهما وعدم ترك المساحات لهما، كما أن وسط ميدانهم بقدر ما هو ثقيل إلا أنه قادر في أي لحظة أن يغير النتيجة، فيما تبقى القاطرة الخلفية الحلقة الأضعف في التشكيلة البوركينابية. هل تتوقع أن يواجه “الخضر” صعوبات في هذا اللقاء؟ بالتأكيد ستكون هناك صعوبات في هذا اللقاء، ولكن الكرة في مرمى اللاعبين، خاصة وأن المباراة ستجرى في أجواء كبيرة، والجزائر كلها تريد تأشيرة التأهل إلى البرازيل، لهذا فاللاعبون مجبرون على تحقيق حلم 40 مليون جزائري. لو نعود إلى الوراء إلى سنة 1981 بالضبط، كيف عشت المباراة الفاصلة أمام المنتخب النيجيري؟ في البداية كنا نتوقع أن تحقيق حلم التأهل إلى المونديال صعب جدا، على اعتبار المتاعب التي كنا نواجهها في أدغال إفريقيا وانحياز الحكام وكذا أمور غير رياضية حدثت ليلة اللقاء الذي جمعنا بمنتخب نيجيريا بملعبه. وأتذكر أنه بمجرد أن أوقعتنا القرعة مع نيجيريا لم نركز على المنافس بقدر ما كنا نستفسر عن مكان إجراء مباراة العودة، وبمجرد أن علمنا أنها ستجرى في الجزائر، بدأنا نشعر بارتياح. لماذا؟ لسبب بسيط، هو أننا قبل عام خسرنا أمام نيجيريا في نهائي كأس إفريقيا التي جرت في لاغوس، وأتذكر كيف عشنا الجحيم وهو ما يفسر الهزيمة النكراء التي منينا بها، رغم أن كل الملاحظين أجمعوا أننا كنا أحسن فريق في الدورة، وهو ما تأكد في المباراة الفاصلة عندما فزنا عليهم بثنائية مقابل لاشيء في لقاء الذهاب. كيف كانت الأجواء بعد لقاء الذهاب؟ لم يتجرّع النيجيريون هزيمة منتخب بلاده بحكم أنه كان أحسن منتخب قاريا في ذلك الوقت، حيث خرجنا بصعوبة بالغة من الملعب وتطلّب الأمر الاستنجاد بالجيش حتى يبعدوا الجمهور الذي ظل ينتظر أمام مدخل الملعب خروج اللاعبين، حيث مازالت أتذكر تلك المواجهة التي ستبقى راسخة في ذهني، لأنه ليس من السهل أن تفوز على منتخب عملاق كانت كل الظروف في صالحه. وماذا عن لقاء العودة؟ بعد فوزنا في لقاء الذهاب كان يتوجب علينا التأكيد في مباراة العودة، حيث حققنا الأهم والعرس كان كبيرا في قسنطينة، والشعب الجزائري احتفل بهذا التأهل. وأتمنى أن يكرر زملاء بوڤرة يوم 19 نوفمبر هذه الاحتفالات ويحققوا التأهل إلى مونديال البرازيل.