سارعت جبهة التحرير الوطني إلى إعلان ترشيحها الرئيس بوتفليقة دون أن يعلن هذا الأخير عن ترشحه أو يكشف عن برنامجه السياسي، أحزاب سياسية رأت في ذلك نهاية ترتيبات غلق الرئاسيات، وأخرى اعتبرته دفاع مجموعة عن مصالحها المرتبطة ببقاء الرئيس. قال العضو القيادي في جبهة العدالة والتنمية، لخضر بن خلاف، إن ”إعلان سعداني ترشيح بوتفليقة ليس سوى استكمال تنفيذ خارطة الطريق للرئاسيات التي بدأت من التغييرات التي أقرها بوتفليقة في الجيش والتحالفات السياسية الجديدة، والنزول الميداني من قبل الوزير الأول عبد المالك سلال لإلهاء الناس بالتنكيت والفتاوى”، وأضاف ”من يوم إلى يوم يتأكد أن اللعبة مغلقة والعهدة الرابعة على الأبواب، السلطة تنتظر فقط من يشارك في العرس الانتخابي، بعد تعديل دستوري لوضع نظام رئاسي بالوكالة”. كيف يمكن أن ترشح اللجنة المركزية بوتفليقة دون أن يكون المعني قد أعلن عن ترشحه أو كشف عن برنامجه السياسي؟ يجيب رئيس حزب الفجر الجديد، الطاهر بن بعيبش، أن ”قرار ترشيح الرئيس بوتفليقة إضافة إلى أنه يقلص من أهمية الانتخابات ويغلق اللعبة، هو تملق إلى الرئيس نفسه، ومحاولة غلق الطريق على مجموعات سياسية أخرى ووضعها أمام الأمر الواقع”، ويضيف: ”أعتقد أن الذين قرروا ترشيح بوتفليقة، اتخذوا ذلك للدفاع عن مصالحهم، وكوسيلة للحفاظ على انسجام اللجنة المركزية، لأن أي تحرك ضد اللجنة المركزية يفهم على أنه تحرك موجه ضد الرئيس”، وهذا تماما ما حدث لمجموعة الحركة التقويمية التي تخاصم سعداني على الأمانة العامة للحزب، والتي اضطرت إلى توضيح أنها ”تخاصم سعداني ولا تعارض ترشح بوتفليقة”. لكن رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، لا يعتبر مسألة ترشح الرئيس بوتفليقة من عدمها جوهر المشكلة، بالنسبة إليه ”المسألة تتعلق بقطع الطريق أمام إصلاح سياسي عميق وجذري ينهي الذهنيات قبل الرجال، لأن بقاء بوتفليقة سيعطي الفرصة لمجموعته لتقضي على ما بقي من أمل”، خاصة وأن ”الوضع ازداد سوءا في عهد الرئيس الحالي خصوصا على مستوى انهيار القيم بشكل عام وانتشار الفساد وتراجع الروح الوطنية وأبعاد الهوية، وغياب أي دليل على أن ثمة إصلاحا تحقق”. من الزاوية نفسها يرى رئيس حزب عهد 54 والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية، فوزي رباعين، أن مسألة ترشح بوتفليقة ”لا تتعلق بشخصه، كرجل سياسي، لكنها تتعلق بزمرة تحاول أن تبقي على الوضع كما هو، لحماية مصالحها، هذه الزمرة ليست بالضرورة الحاشية المقربة من الرئيس فقط، لكنها مجموعة متواجدة في الجيش وفي زوايا ومستويات مختلفة من السلطة”، ويوضح رباعين أن ”هذه الزمرة تتجاهل عمدا المخاطر الحقيقية لهذا الوضع على البلاد، كما تتجاهل مصالح الجزائريين”، واعتبر أن ”الدفع بترشح بوتفليقة كإعلان إعلامي يهدف إلى الدفع بالنقاش السياسي بعيدا عن مناقشة ظروف التي ستجري فيها الانتخابات الرئاسية”.