أجمعت مختلف التقارير الإخبارية القادمة من سوريا أمس على أن قوات النظام قد صعدت من عملياتها العسكرية في منطقة القلمون شمال دمشق بشكل لافت للانتباه، وحسب برقية لوكالة الأنباء الفرنسية فإن اشتباكات عنيفة متواصلة منذ يوم الجمعة في محيط مدينة قارة في القلمون على الطريق الدولي الرابط بين حمص ودمشق، ونبهت البرقية إلى أن “العمليات الجارية في القلمون تشكل تمهيدا لمعركة كبيرة”، خاصة بعد “استقدام القوات النظامية لتعزيزات إضافية إلى المنطقة”. الائتلاف الوطني السوري المعارض وصف هذا التصعيد بأنه محاولة من النظام لتقويض الجهود الساعية لعقد مؤتمر “جنيف2”، واتهم الائتلاف قوات النظام بارتكاب مجزرة مروعة بحق مدنيين في قرية وادي المولى في ريف حمص قُتل فيها حسب تأكيداته 27 شخصا على الأقل. هذه التطورات الميدانية دفعت العديد من سكان هذه المنطقة إلى الهروب من لهيب المعارك باتجاه الأراضي اللبنانية، وحسب آخر الأنباء فإن حوالي ألف ومائتي أسرة لجأت إلى منطقة خربة داود الجبلية التابعة لبلدة عرسال شمال شرق لبنان، حسب بيان لوزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية التي أعلنت حالة طوارئ على مستوى أجهزتها وعلى مختلف المؤسسات الدولية والمحلية العاملة في ملف “النازحين” لتقديم كل الحاجات الأساسية للعائلات الوافدة، وينتظر أن يتضاعف عدد هؤلاء في حالة تأكد التقارير التي تقول إن معركة ضخمة ستعرفها مدينة القلمون خلال الأيام القادمة. وفي تطور آخر تداولت مصادر إعلامية روسية يوم أمس أخبارا عن مشاركة جنود وضباط سابقين في الجيش الروسي في الحرب الدائرة في روسيا إلى جانب القوات النظامية السورية، وحسب ذات المصادر فإن هؤلاء الروس يشاركون في القتال تحت اسم فرقة من المرتزقة الروس “الفرقة السلافية”، وإذا صحت هذه الأخبار فإن الجيش النظامي السوري أصبح مدعوما بآلاف المقاتلين الأجانب مثله مثل مقاتلي المعارضة التي تواجهه. وسائل الإعلام الروسية التي أوردت الخبر كشفت أن عساكر روسا متقاعدين سعوا لتشكيل هذه الفرقة عبر نشر إعلانات على المواقع الروسية، طالبين جنودا وضباطا متقاعدين مقابل مردود مادي يقدر بخمسة آلاف دولار، ليتم في أعقاب هذا اختيار عناصر الفرقة الذين تبين أنهم شاركوا كلهم في شمال القوقاز.