روسيا تقترح هيئة انتقالية من المعارضة والحكومة الجيش السوري يستعدّ لعملية واسعة في ريف دمشق يستعدّ الجيش السوري لتنفيذ عملية واسعة في بلدات ريف دمشق الحدودية وصولا إلى الزبداني بعد الإنجاز الذي حققه في القصير، في وقت حذّر فيه الجيش اللّبناني من أنه سيلجأ إلى القوّة لمنع نقل الحرب السورية إلى لبنان. في هذه الأثناء أعلن التلفزيون السوري الرّسمي أمس أن آخر معقل لمقاتلي المعارضة في منطقة القصير وسط غرب سوريا، سقط بأيدي قوات النّظام. وقالت القناة إن (قوّاتنا المسلّحة الباسلة أعادت الأمن والأمان إلى البويضة الشرقية) التي لجأ إليها مسلّحو المعارضة بعد استعادة القوّات السورية مدينة القصير قبل يومين. وكشف ضابط في الجيش السوري قاد أجزاء من العمليات في القصير أن الوجهة المقبلة للهجوم العسكري للجيش السوري سيكون (حدوديا) أيضا نحو الجنوب باتجاه سلسلة قرى وبلدات جبال القلمون، أي نحو القرى الحدوديةالتابعة إداريا لريف دمشق وصولاً إلى بلدتي الزبداني ومضايا مرورا برنكوس والنبك ويبرود وفليطة وغيرها من البلدات الحدودية الخارجة عن السيطرة. ويتحدّث الضابط السوري الرفيع عن تعزيزات ستتوجّه بعد انتهاء كامل معارك ريف حمص من محورين، الأوّل تعزيزات من عناصر الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والفرقة الرّابعة من العاصمة دمشق ستتوجّه عبر بلدة التل بريف دمشق تقابلها تعزيزات قادمة من ريف حمص. ويشهد الميدان السوري تحوّلا تكتيكيا بعد بسط القوّات النّظامية سيطرتها على مدينة القصير، بريف حمص، إذ وسّعت القوّات الحكومية من دائرة انتشارها في أرياف دمشق وحمص ودفعت بتعزيزات إلى الشمال في محاولة لاستعادة منطقة جسر الشغور الاستراتيجية الفاصلة بين محافظتي حلب وإدلب، فيما يبدو أنه (تحوّل باتجاه معركة طائفية أوسع)، حسب ما يؤكده خبراء. وتشير خارطة الانتشار الجديد للجيش النّظامي بعد سقوط القصير إلى تحوّل تكتيكي بالخيارات والأهداف العسكرية في المرحلة المقبلة. ويؤكّد المقدّم المظلّي خالد الحمود، القائد العسكري لتجمّع حماة الثورة، أن القوّات النّظامية (دفعت بتعزيزات إلى قريتي نبل والزهراء الشيعيتين في شمال حلب وجسر الشغور في إدلب، والمنطقة القريبة من جبلي الأكراد والتركمان في ريف اللاّذقية). إلى ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مجموعة من الشباب رفعوا علم جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام على أحد الأعمدة بدوار الحلوانية بمدينة حلب شمال سوريا. وذكر المرصد في بيان أن مجموعة الشباب أنزلوا علم الثورة وألقوه على الأرض، الأمر الذي قوبل باستياء من قِبل نشطاء في الحلوانية، ويخشى مؤيّدون للثورة السورية تصاعد الخلافات بصفوف المعارضة. جاء ذلك فيما أكّد نائب وزير الخارجية ومبعوث الرئيس الرّوسي للشرق الأوسط ميخائيل بوجدانوف على أن مؤتمر جنيف 2 سيهدف إلى إنشاء هيئة انتقالية توافقية يتكوّن أعضاؤها من الحكومة السورية والمعارضة الوطنية. ونقلت قناة (روسيا اليوم) الرّوسية الإخبارية عن بوغدانوف قوله إن الهيئة يجب أن تمتلك كافة الصلاحيات التنفيذية في المرحلة الانتقالية. وأضاف مبعوث الرئيس بوتين أن المعارضة التي يجب أن تتمثّل في هذه الهيئة هي المعارضة الوطنية التي تتمتّع بنفوذ في المجتمع السوري. وأشار بوغدانوف إلى أن كافّة القوى الراديكالية المتطرّفة التي تقاتل على الأراضي السورية يجب أن لا يكون لها مكان في عملية التسوية المستقبلية في البلاد. وغداة المعارك التي حصلت عند معبر القنيطرة الحدودي مع هضبة الجولان المحتلّة من إسرائيل، عزّزت إسرائيل انتشارها العسكري في المنطقة التي تحتلّها منذ 1967 وعبّرت عن قلقها من انسحاب القوّة النمساوية المشاركة في القوّة الدولية المنتشرة في الجولان لمراقبة وقف إطلاق النّار بين سوريا وإسرائيل اللتين لا تزالان في حالة حرب رسمية معلنة. ومن جهة أخرى، وجّهت الأمم المتّحدة نداء لجمع 5.2 مليار دولار حتى ديسمبر، في رقم قياسي تاريخي لمساعدة أكثر من عشرة ملايين سوري، أي قرابة نصف عدد سكان سوريا، تضرّروا جراء النزاع في بلادهم. تبادل للأسرى بين الجيش الحرّ والنّظام من جهة أخرى، قال مراسلون إعلاميون إن عملية تبادل للأسرى تمّت مساء الخميس بين الجيش السوري الحر وقوات النّظام في قرية غصم بمحافظة درعا. وأكّدت مصادر أن الجيش الحرّ أفرج عن والد فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري، مقابل إطلاق النظام سراح 45 معتقلا في سجونه معظمهم من النساء، وقد تمت عملية تبادل الأسرى قرب منزل والد المقداد في قرية غصم بدرعا. وكان الجيش الحرّ قد خطف والد المقداد يوم 18 ماي، وقال إن العملية جاءت ردّا على ما قال إنها عمليات الاعتقال التي قام بها النظام لعشرات النّساء في درعا. وحسب مراسلين فإن هناك داخل الجيش الحرّ من انتقد عملية التبادل باعتبار أن المفرج عنهم اعتقلهم النّظام بعد خطف والد فيصل المقداد، وقالوا إن هذا النّظام لا يمكن المقايضة معه في مثل هذه العمليات. يذكر أن الجيش السوري الحرّ كان قد أفرج جانفي الماضي عن 48 إيرانيا كانوا محتجزين لديه مقابل إطلاق النّظام السوري سراح 2130 من المعتقلين داخل سجونه. "يوم غضب" في السياق ذاته، دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يترأسه الشيخ يوسف القرضاوي إلى (يوم غضب ونصرة) للشعب السوري، وذلك يوم الجمعة المقبل 14 جوان الجاري. وشجّب الاتحاد -ومقرّه قطر- بأقصى عبارات الإدانة ما وصفه بالجرائم البشعة التي ارتكبها النّظام السوري ضد شعبه بدعم من النّظام الإيراني وأذنابه في لبنان، وبخاصّة في بلدة القصير التي استعادها الجيش السوري الأربعاء الماضي. واعتبر الاتحاد (التواطؤ) بين النّظام السوري وإيران الشيعية وحزب اللّه في معارك القصير التي استمرّت 17 يوما (إعلانا للحرب ضد كلّ المسلمين في العالم الإسلامي وليس في سوريا) على حد ادّعائه. ودعا الاتحاد إلى (يوم غضب ونصرة الشعب السوري من خلال المظاهرات وخطب المنابر والاعتصامات السلمية والدعاء) يوم الجمعة المقبل. وكان القرضاوي قد دعا الأسبوع الماضي إلى الجهاد ضد الأسد ووصف حزب اللّه المدعوم من إيران بأنه حزب الشيطان، وأكّد أنه أخطأ عندما أشاد بحزب اللّه في الماضي عندما سعى إلى التقريب بين السنّة والشيعة.