القصير مدينة أشباح وواشنطن تتّهم موسكو بتسليح دمشق الجيش السوري يسيطر على القنيطرة والضبعة استولى مقاتلو المعارضة مساء أوّل أمس الخميس على معبر حدودي مع هضبة الجولان المحتلة من إسرائيل، قبل أن يستعيده الجيش السوري مجدّدا، وذلك غداة سيطرة قوّات النّظام وحزب اللّه على مدينة القصير الاستراتيجية في محافظة حمص، في الوقت الذي عزّزت فيه إسرائيل قوّاتها على الحدود مع سوريا. دبلوماسيا، أعلنت موسكو أن وزير الخارجية السوري وليد المعلّم سيرأس وفد بلاده إلى مؤتمر جنيف-2 المرتقب لإيجاد تسوية للأزمة السورية. ولجأت مجموعة من عشرات السوريين إلى معبر القنيطرة هربا من المعارك بين قوّات الجيش السوري والمعارضين في محيط بلدة القنيطرة في الجولان. وذكر موقع (يديعوت أحرونوت) الالكتروني أن عشرات السوريين حضروا إلى معبر القنيطرة الحدودي مع سورية ظهر الخميس وطلبوا الدخول إلى إسرائيل. وأضاف الموقع أن قوّات الجيش الإسرائيلي عند معبر القنيطرة استوعبت مجموعة السوريين وأجريت فحوصا لهم، وبعد عدّة ساعات أبلغهم الجيش أن الخطر قد زال في المنطقة وأعادهم إلى الأراضي السورية. وأكّدت مصادر أن قوّات النّظام السوري استعادت السيطرة على المعبر الواقع ضمن منطقة وقف إطلاق النّار بين إسرائيل وسوريا في مرتفعات الجولان بعد أن كان مسلّحو المعارضة السورية سيطروا عليه قبل ساعات. وأكّد رئيس عمليات حفظ السلام في الأمم المتّحدة إيرفي لادسو لصحفيين وقوع حوادث عند معبر القنيطرة. وتنبعث رائحة من البارود والحريق لدى دخول مدينة القصير في محافظة حمص التي سيطرت عليها قوّات النّظام السوري وحزب اللّه، أبنية مهدمة، متاجر تحمل آثار القنابل والشظايا وركام في كل مكان في مدينة خالية من أيّ ساكن، ويقول أحدهم كان من أوائل الذين دخلوا المدينة بعد سماح الجيش السوري بذلك، (للوهلة الأولى بدت كمدينة أشباح لا يوجد فيها إلاّ جنود سوريون مع آلياتهم وسط دمار هائل مع أبنية منهارة بالكامل). في ساحة المدينة الرئيسية التي كانت مركزا لحركة تجارية ناشطة قبل الحرب، تعمل جرّافات على إزالة الركام الذي يغطي كل طريق وزاوية ومكان. ويمرّ جنود سوريون في المكان مع ابتسامات عريضة يعلّقون هنا وهناك أعلاما سورية تحمل صورة الرئيس بشار الأسد وهم يهتفون (بالرّوح بالدم نفديك يا بشار). وكانت المدينة تضمّ قبل بدء المعركة عليها حوالي 25 ألف شخص، حسب المرصد السوري. وألقت قوّات النّظام قبل شن الهجوم عليها مناشير تدعو المدنيين إلى مغادرتها. وأعلن التلفزيون السوري أن قوّات الجيش السوري سيطرت على بلدة الضبعة. وقال التلفزيون في خبر مقتضب إن (بواسل قوّاتنا المسلّحة يعيدون الأمن والاستقرار إلى قرية الضبعة بريف القصير). من جهة أخرى، ذكر مسؤول من (البنتاغون) الأمريكي أن وكالات الاستخبارات الأمريكية تعتقد أن 3 سفن حربية روسية موجودة في البحر الأبيض المتوسط الآن تنقل شحنات أسلحة للنظام السوري. ونقلت شبكة (سي أن أن) الأمريكية عن المسؤول الذي طلب عدم كشف هوّيته، قوله إن أمريكا تراقب السفن الحربية الرّوسية ال 3 منذ غادرت مرافئ روسية قبل أيّام، وأشار إلى أنه بالرغم من أنه ليس مؤكّدا، إلاّ أن وكالات الاستخبارات الأمريكية تعتقد أن هذه السفن تنقل أسلحة من بينها عناصر من نظام الدفاع الجوي الصاروخي (إس 300) إلى النّظام السوري. وذكر المسؤول أن الولايات المتّحدة لم تر أيّ مروحيات عسكرية على متن السفن. حوالي 200 روسي يقاتلون مع القاعدة في سوريا من جهة أخرى، يقاتل حوالي مائتي إسلامي من القوقاز الرّوسي في سوريا تحت راية تنظيم القاعدة، وفق ما أعلن عنه رئيس الاستخبارات الرّوسية ألكسندر بورتنيكوف في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الرّوسية. وقال بورتنيكوف إثر اجتماع مع مسؤولين في الأجهزة الأمنية في كازان عاصمة تترستان في منطقة الفولغا الروسية إن (روسيا قلقة لكون قرابة 200 متمرّد من إمارة القوقاز يقاتلون تحت راية القاعدة ومنظّمات أخرى تدور في فلكها). وإمارة القوقاز أعلنت نفسها دولة في القوقاز الروسي في العام 2007 من جانب الزّعيم المتمرّد الشيشاني دوكو عمروف. شيوعيون أوكرانيون يعرضون القتال مع الأسد في المقابل، ظهر رئيس اتحاد الضبّاط الأوكرانيين المتقاعدين سيرهي رازوموفسكي قبل أيّام في رسالة مصورة أمام العلمين الشيوعي والأوكراني ليعرض على الرئيس السوري بشار الأسد الانضمام إلى صفوفه لقتال من وصفهم (بالإرهابيين وأعداء الدستور)، وذلك مقابل المال والجنسية السورية. وفي المقطع أكّد رازوموفسكي أن خمسين ألف ضابط وجندي من أوكرانيا وروسيا مستعدّون للقتال إلى جانب الأسد، وقال إنه تقدم بطلب رسمي إلى النّظام والسفارة السورية في العاصمة كييف لدراسة العرض. وتجاهلت السلطات الأوكرانية عرض رازوموفسكي فلم تعلق عليه، لكن محللين رأوا أن صورة أوكرانيا معرضة بسببه للإساءة، وأن على السلطات أن تنأى بالبلاد عن مواقف الشيوعيين وتضبطها وفقا للمصالح الوطنية. وعلى الجانب الآخر، قوبل هذا العرض بصمت رسمي سوري مستمرّ حتى الآن، لكنه أثار مخاوف المناوئين للأسد في أوكرانيا، إذ رأوا فيه فرصة يمكن أن ينتهزها الأسد لتعزيز قواته. يذكر أن اتحاد الضبّاط الأوكرانيين المتقاعدين المنتمي إلى الفكر الشيوعي، يعيد بهذا العرض التساؤلات مجدّدا عن دوافع مواقف الشيوعيين الأوكرانيين التي ظلت تؤيد الأسد ضد الثورة المشتعلة ضده منذ أكثر من عامين، بعد أن نبذته ووقفت ضده الأحزاب الديمقراطية والسلطات الرّسمية.