أعلن وزير الداخلية الفرنسي إيمانويل فالس بأن المحققين يواصلون تحرياتهم للقبض على المسلح الذي أطلق النار في مقر صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية صباح أمس الاثنين مصيبا مساعد مصور برصاصتين في أسفل البطن بواسطة بندقية صيد قبل أن ينتقل إلى منطقة "لاديفانس" ليطلق الرصاص على الجدران الزجاجية لمصرف "سوسيتيه جنرال" من دون أن يصيب أحدا. وهذا بعد ثلاثة أيام فقط من إطلاقه النار كذلك على مؤسسة إعلامية أخرى هي "بي إف إم تي في".وحسب الوزير الفرنسي فإن المحققين يجرون تحاليل عن الحمض النووي الذي وجد على الرصاصتين اللتين أطلقهما المسلح بمقر "ليبراسيون" وفي السيارة التي أقلته من باريس إلى منطقة "لاديفانس".ولم يتعرف بعد على هوية المسلح الذي نشرت الشرطة الفرنسية مساء الاثنين صوره التي التقطتها كاميرات تلفزيون "بي إف إم تي في" وأخرى موجودة في شوارع العاصمة باريس التي جال فيها.وتبين هذه الصور رجلا ما بين 35 و45 من العمر، أبيض البشرة وقوي البنية، فيما يتراوح طول قامته ما بين 1.75 إلى 1.85 متر.هذا، وصرح النائب العام لدى محكمة باريس أن الطريقة التي اتبعها الرجل المسلح لمهاجمة صحيفة "ليبراسيون" ومصرف "سوستيه جنرال" وقناة "بي إف إم" التلفزيونية تبين أنه تحرك بمفرده ولا ينتمي لأية جماعة، مؤكدا في الوقت نفسه أن البندقية التي استعملها عند هجومه لجريدة "ليبراسيون" هي نفسها التي استخدمها أثناء اقتحامه لقناة "بي إف إم" التلفزيونية.من جهة أخرى، وضعت شرطة باريس تحت تصرف المواطنين رقما أخضر لتمكين أي شخص يملك معلومات حول الرجل المسلح أن يقدمها لها، لكن هذه الأخيرة أشارت أن رغم تلقيها عدد كبير من المكالمات إلا أنها لم تكن بناءة لحد الآن. كما قامت أيضا بمشاهدة الصور التي التقطتها كاميرات مترو الأنفاق بباريس في محاولة لإعادة رسم الطريق الذي اتبعه المسلح لتنفيذ هجماته.من جهته، تعهد رئيس الحكومة الفرنسية جان مارك ايرولت "بإلقاء القبض على الرجل المسلح وتقديمه للقضاء". وقال ايرولت: "كل جهود قوى الأمن مركزة نحو هدف واحد وهو إلقاء القبض على هذا الرجل المسلح، مشيرا أنه كان بإمكان هذا الاعتداء أن يخلف عددا أكبر من الضحايا".موظفو "ليبراسيون" يزاولون العمل رغم الصدمةوإلى ذلك، خصصت جريدة "ليبراسيون" قسطا كبيرا لهذا الحادث وعنونت صفحتها الأولى "أخرج بندقيته وأطلق رصاصتين"، مشيرة أن "مزاولة العمل هو أحسن دواء لمعالجة الانفعال والخوف الذي أصاب موظفي الصحيفة. فيما كتب مدير الجريدة نيكولا دمرون في افتتاحيته أن جميع موظفي صحيفة "ليبراسيون" سيواصلون عملهم كالمعتاد، مشيرا أن جريدة "ليبراسيون" ملك الجميع وأنها تتفاعل مع الشارع الفرنسي".وللحيلولة دون وقوع هجمات أخرى، تم تعزيز الأمن أمام المؤسسات الإعلامية الفرنسية.