تحولت الجزائر إلى قطب لمحاربة الرشوة في كرة القدم بمناسبة احتضانها أمس بإقامة جنان الميثاق بالعاصمة، ورشة العمل الإقليمية لمكافحة الغش في الملاعب والفساد في مجال الكرة المستديرة. شكل ملف محاربة الرشوة في الملاعب موضوع الورشة التي دُعي إليها ممثلو مصر وتونس وليبيا والمغرب والشرطة الدولية والفيفا، إلى جانب رئيس الفاف محمد روراوة ووزير الشباب والرياضة محمد تهمي، تحت إشراف المديرية العامة للأمن الوطني بقيادة اللواء عبد الغني هامل. ودافع الوزير تهمي في تدخله عن الموقف الحازم للجزائر في محاربة الغش، واستند إلى القانون الأخير الخاص بالتربية الرياضية والبدنية الصادر شهر جويلية من العام الجاري، وذكر أنه ينص على عقوبة السجن ما بين عامين إلى عشر سنوات ضد الغشاشين، إلى جانب غرامة مالية تصل إلى مليون دينار ضد كل شخص يرتكب تجاوزات، لافتا النظر إلى أن الفساد الرياضي أصبح جرما يعاقب عليه القانون، وقال إنها المرة الأولى التي يمنح فيها القانون الجزائري صلاحيات وإمكانيات أكبر لمحاربة الغش في الرياضة. من جانبه، أكد رئيس الفاف محمد روراوة أن مصالحه ستضرب بيد من حديد المتجاوزين لقواعد الرياضة، مشيرا إلى أن الفاف تقوم بالتنسيق مع الجهات المختصة لردع الظاهرة، وذكر أن القانون الجديد للرياضة يمنح فرصا أكثر للرد على الغشاشين ومرتكبي الفساد. أما ممثل الشرطة الدولية في الجزائر قارة، فقد أكد أن مصالحه لن تتردد في محاربة المتلاعبين بنتائج المقابلات، كما أكد على وجوب حماية الرياضة، لأن التلاعب بالنتائج يؤدي إلى العنف والإضرار بالأمن العمومي، وكشف نفس المسؤول أن مصالحه تحرص أيضا على التحقيق في مصادر الأموال المستعملة في التلاعبات، مؤكدا أن مصالحه تضم أخصائيين يسهرون على إعداد التحقيقات لتفكيك الشبكات المحترفة للغش. وبدوره، قال الألماني رالف موتشيك مدير دائرة الأمن في الفيفا، إن كل غش يجب محاربته وإدانته، لافتا الانتباه إلى أن الغش أصبح جريمة دولية تهدد وجود كرة القدم من منظور الهيئة الدولية، وكشف أنه تم إثبات تورط عدد كبير من البلدان في التلاعب بنتائج المقابلات خاصة في إفريقيا وأستراليا بسبب الرهانات، وأثار أن الشرطة لا تكفي وحدها للتصدي للظاهرة، بل يتعين انخراط العدالة للمساعدة على استئصال الفساد. أما ممثل الشرطة الدولية فقد حرص على التذكير أن الغشاشين يتحركون بسرعة في العالم ويغيرون ممارستهم، ما يصعب القبض عليهم، وقال إنه تم رصد 200 نوع من الرهانات في المقابلة الواحدة، ما يفسر في تقديره صعوبة المهمة، مشددا على الخطر الذي يحدق باللعبة، ودعا بالمناسبة إلى تحديد الآليات الواجب اعتمادها للقضاء على الفساد بكل أشكاله في عالم كرة القدم. وفي تدخله، دعا المدير العام للأمن الوطني عبد الغني هامل إلى اعتماد عقوبات نموذجية ضد المخالفين، وأشار إلى أن مصالحه تعتمد التسجيلات الصوتية والكاميرات لاكتشاف الأفعال غير الشرعية، واعتبر أن الجزائر دولة انخرطت دوليا في محاربة الآفة.