أوقفت الشرطة التونسية السبت عشرة مسلحين قال إنهم عناصر في حركة "أنصار الشريعة" الجهادية المحظورة في مدينة الكاف الواقعة على بعد نحو 160 كيلومتراً غرب تونس العاصمة، ما دفع العشرات من أنصارهم إلى التظاهر احتجاجاً واندعلت مواجهات بينهم وبين الشرطة.وأعلنت وزارة الداخلية أن الوحدات الأمنية المختصة اعتقلت عناصر من "أنصار الشريعة" فجر السبت بجهة الكاف بعد استشارة النيابة العامة باعتبار أن تلك العناصر "صدرت في حقها بطاقات جلب قضائية".وقالت وسائل إعلام محلية إن العشرات من أنصار التيار السلفي تجمّعوا وسط مدينة الكاف في مظاهرة غير مُرخص لها للمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين.ولفتت الوزارة إلى أنه بعد ساعات من الاعتقالات، وقعت مواجهات حين قام مناصرو الموقوفين برشق مركز للشرطة الوطنية بالحجارة وإحراق إطارات في محيطه، قبل أن تتدخل الشرطة لتفريقهم مستخدمة الغاز المسيل للدموع.وأوضحت أن "عناصر متشددة دينياً قامت بتحريض منحرفين وأطفال لإثارة أعمال شغب بمدينة الكاف إثر إيقاف 10 عناصر تنتمي إلى تنظيم أنصار الشريعة المحظور".وأشارت إلى أن قوات الأمن "تدخلت بمدينة الكاف باستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق عناصر حاولت اقتحام مقرات أمنية" .ولم تعط الوزارة حصيلة لهذه المواجهات.وتُعتبر مواجهات اليوم بين قوات الأمن التونسية وعناصر محسوبة على التيار السلفي الثانية من نوعها في غضون أقل من يومين، حيث شهد "حي الإنطلاقة" الواقع في الضاحية الغربية لتونس العاصمة مساء الجمعة، مواجهات عنيفة بين أنصار التيار السلفي وقوات الأمن التونسية.وتواصلت تلك المواجهات حتى ساعة متأخرة من ليلة الجمعة-السبت، استخدمت خلالها قوات الأمن التونسية القنابل المسيلة للدموع بكثافة، بالإضافة إلى تمكنها من اعتقال 10 أشخاص ينتمون إلى التيار السلفي.وتشهد تونس اضطرابات منذ ثورة كانون الثاني/يناير 2011 اثر تصاعد نشاط الحركات الجهادية. كما أن البلاد التي تحكمها حركة النهضة الاسلامية غارقة في أزمة سياسية عميقة تشل المؤسسات منذ نهاية تموز/يوليو وعملية اغتيال معارض نسبت الى جماعة جهادية مرتبطة بانصار الشريعة.لكن هذه المنظمة لم تتبن أبداً أي أعمال عنف أو أي مواجهات مع قوات الامن التونسية التي اوقعت حوالى 30 قتيلاً في صفوف الشرطة والجيش منذ مطلع السنة.كما تواجه تونس حركة احتجاجات اجتماعية متزايدة بسبب تراجع الاقتصاد.