الأسد: حياة مانديلا درس للطغاة أعلنت حكومة جنوب إفريقيا، أمس، أن نعش الزعيم الراحل نيلسون مانديلا سيجوب في موكب شوارع العاصمة بريتوريا لمدة ثلاثة أيام خلال هذا الأسبوع، سيبدأ الموكب من الأربعاء وحتى الجمعة، وبعدها سيوضع جثمان مانديلا في كنيسة صغيرة مشيدة بمبنى الاتحاد، مقر الحكومة الجنوب إفريقية. وقالت مديرة مكتب الاتصال والإعلام بالحكومة للصحفيين في جوهانسبرج نيو نومودو: “إنه سيتم الإعلان كل صباح عن الطرق التي سيمر منها الموكب”. وتعمل حكومة جنوب إفريقيا على قدم وساق من أجل التجهيز لجنازة رسمية للرئيس الأسبق نيلسون مانديلا الذي وافته المنية يوم الخميس الماضي، ولاسيما في ظل توافد الحشود من المعزين لإلقاء نظرة الوداع قبل دفن الجثمان في الخامس عشر من الشهر الجاري. وقال الوزير المسؤول عن مراقبة أداء الحكومة كولينز تشابان إن المسؤولين “يعملون بنشاط على مدار الساعة للوفاء بالموعد المحدد لهم”. وكان رئيس البلاد جاكوب زوما أعلن الجمعة فترة حداد تمتد عشرة أيام، بحيث تبدأ من الثامن من الشهر الجاري “بيوم وطني للصلوات والتأمل” على أن يسجى جثمان مانديلا في مقر الرئاسة ببريتوريا من 11 إلى 13 ديسمبر الحالي، قبل أن تجري الجنازة الوطنية في ال15 من الشهر نفسه. وقال زوما إن مراسم التأبين التي تستمر أسبوعا ستتضمن إقامة قداس في الهواء الطلق في العاشر من الشهر الجاري في ملعب كرة القدم بجوهانسبرغ الذي شهد مباراة نهائي كأس العالم لعام 2010. وسيدفن مانديلا في بلدة كونو إلى جوار أفراد من عائلته من بينهم أولاده الثلاثة. وأكد العديد من زعماء العالم حضورهم جنازة الراحل مانديلا، وقد أعلن جيش جنوب إفريقيا تأهبه للتحضير للجنازة، وتم استدعاء جنود الاحتياط للمشاركة في الحدث، بحكم أن جنوب إفريقيا على موعد تاريخي كبير. من جهته نعى الرئيس السوري بشار الأسد نيلسون مانديلا، ووصف حياته بأنها مصدر إلهام للمقاتلين من أجل الحرية ودرس للطغاة. وانضمت الرئاسة السورية من خلال صفحتها الرسمية على موقع “فايسبوك” إلى الأصوات التي أشادت بالزعيم الإفريقي الراحل. ووصفت مانديلا في بيان لها بأنه “ملهم لقيم المحبة والأخوة الإنسانية”. وأضافت: “أصبح تاريخه النضالي ملهماً لكل الشعوب المستضعفة في العالم، وبانتظار أن يتعلّم الظالمون والمعتدون الدرس بأنهم في النهاية هم الخاسرون”. وفي الجزائر عبّرت أحزاب سياسية وفعاليات المجتمع المدني عن حزنها على رحيل الزعيم الإفريقي، وذكرت بمناقبه، على غرار جبهة التحرير الوطني وجبهة القوى الاشتراكية، التي قالت في بيان لها وصل “الخبر”: “إن التعزية ليست لأسرة الفقيد أو لشعب جنوب إفريقيا، لكن هي تعزية لكل شعوب العالم عموما ولعشاق الحرية على وجه الكرة الأرضية خصوصا”، ووجهت الحركة الجزائرية من أجل العدالة والتنمية في بيان لها “التعازي لكل الشعوب التي تحمل فكر السلام والحرية والتي ستتذكر إلى الأبد هذا الرجل العظيم الذي ناضل ضد الابارتيد وكذلك من أجل الديمقراطية والمصالحة”.