في تحليل للمسؤول السابق في جهاز الاستعلامات الخارجية الفرنسية آلان شوي، فإن صورة الرئاسيات المقبلة في الجزائر "لن تتضح إلا قبل فترة قصيرة من موعدها" المقرر في أفريل المقبل، "إلا إذا فضل جناح في السلطة إحداث الفوضى، وهو أمر من السهل القيام به في البلد". أوضح شوي الذي شغل منصب مدير الاستعلامات والأمن في المديرية العامة للاستعلامات الخارجية الفرنسية في الفترة الممتدة بين عامي 2000 و2002، في حوار لموقع ”قضايا إستراتيجية” الفرنسي، أن من أسماهم ”الحرس القديم المحنّط” لا يشكل عائقا في وجه التوافق على مرشح إجماع، في ظل الارتباك وعدم اليقين بشأن تقاسم عائدات النفط والغاز التي هي قلب السلطة. وقرأ في المشهد الجزائري أن ما يجري تداوله حاليا حول الرئاسيات ومنها ”تأجيل الانتخابات الرئاسية، تجديد عهدة الرئيس بوتفليقة، مطالبة القدامى كزروال وڤنايزية بالترشح، وظهور مرشحين”، ”مجرد مناورات الهدف منها دفع الطامحين للكشف عن أوراقهم وصدهم بعد ذلك”، لافتا إلى ”صعوبة فهم عملية اتخاذ القرار والمتحكمين في دواليب السلطة، فهي لعبة معقدة، وعلاقات قوة متغيرة، وتحالفات متغيرة، زبائنية، وكمائن بين كبار الضباط وقدماء جبهة التحرير، وبعض المقاولين المغامرين”. ويستنتج في مرحلة أولى أنه ”في كل الأحوال، وبناء على التجارب المحلية، فإن المشهد سيتضح قبل أيام من الاستحقاق، إلا في حالة قرر أي من طرفين، شعر بأنه تضرر، أن يلعب ورقة الفوضى، وهي من السهل القيام بها في البلد”. وعلق على التغييرات التي تمت على مستوى جهاز الاستخبارات التي ضمت إنهاء مهام بشير طرطاڤ مسؤول مكافحة التجسس ورشيد لعلالي مدير الأمن الخارجي، وتعيين الجنرال عبد الحميد بن داود، مسؤول مكتب جهاز الاستخبارات السابق بالعاصمة الفرنسية باريس، بالقول إنها تنخرط في إطار ”محاولات تغيير صورة جهاز المخابرات”، فالجنرال بن دواد، حسب شوي، ”رجل توافق، دبلوماسي، متمرس في مجال العلاقات الدولية، وهو مكلف بإعطاء جهاز الاستعلامات صورة جديدة بعيدا عن الصرامة والعنف اللذين عرفت بهما في عهد طرطاڤ، إلى جانب حماية جماعات المصالح”. وأضاف أن مهمته هي وضع جهاز ”الدياراس” ”في منأى عن ”الاحتجاجات وللحفاظ على هيمنته على القرار في المرحلة المقبلة التي تلوح فيها بوادر اضطراب”. وحذر الخبير الفرنسي من التهديد الذي تشكله الجماعات الإرهابية المتمركزة في منطقة الساحل، وقال ”إن الوضع غير مستقر ويمكن أن يتدهور، متى ظهرت ملامح ضعف في الجزائر العاصمة”. وفي رأيه فإن الجزائر قوة إقليمية، بل هي القوة الإقليمية الرئيسية، مكررا الخطاب الرسمي الفرنسي، لكن ”مشكلتها تكمن في انشغالها بمشاكلها الداخلية، للحصول وإعادة توزيع الريع”، وتابع ”إنها حاليا منكمشة على نفسها، متخلية عن دورها الإقليمي الذي أراده لها الرئيس الراحل هواري بومدين”.