يستمر تضارب المعلومات بخصوص تخلي اللواء سليم إدريس عن قيادة الجيش الحر وهروبه إلى العاصمة القطرية، الدوحة، إذ على الرغم من نفيه الخبر في حوار أدلى به إلى صحيفة "عكاظ" السعودية بقوله إن الزيارة التي قام بها إلى الخليج تدخل في إطار التنسيق، مؤكدا عدم تخليه عن مهامه على رأس الجيش الحر، مثلما أشارت إليه صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، قالت هيئة أركان الجيش الحر في بيان صادر أمس إن سليم إدريس متواجد على الحدود التركية السورية، حيث مقر قيادة الجيش الحر، وهو ذات ما ذهب إلى تأكيده المتحدث باسم الائتلاف السوري المعارض، خالد الصالح. في سياق تأكيده تماسك الجيش الحر، أشار خالد الصالح إلى أن ما قالت عنه وسائل الإعلام سيطرة الجبهة الإسلامية ميدانيا، أن هذه الأخيرة تتحرك بالتنسيق مع قيادة الجيش الحر لمواجهة الجماعات الإسلامية المتطرفة وفي مقدمتها جبهة النصرة والدولة الإسلامية، نافيا وجود خلافات بين الجبهة الإسلامية المعتدلة والجيش الحر، يبقى أن الجبهة الإسلامية لم تؤكد هذه الأخبار، فيما نفت في وقت سابق أي تعامل لها مع الائتلاف أو جناحه العسكري. تأتي هذه المعلومات في الوقت الذي يتزايد فيه الحديث عن صعوبات يواجهها الجيش الحر في السيطرة على أرض المعارك وخسارته لما كان يسميه "بالأراضي المحررة" لصالح الجبهة الإسلامية التي تمكنت منذ تاريخ إعلان نشأتها وتوحيد الجماعات الإسلامية المعارضة المسلحة غير المتطرفة، على التقدم ميدانيا، فيما يرى المراقبون أن حلفاء الجيش الحر باتوا على قناعة أنه بصدد خسارة معركة وجوده، الأمر الذي دفع الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا إلى توقيف جانب من المساعدات الموجهة للجيش الحر، ريثما تتمكن من إعادة دراسة خريطة الجماعات المسلحة المعارضة في سوريا. وأمام هذا التراجع للجيش الحر توالت تصريحات المسؤولين الأمريكيين حول ضرورة تفادي المزيد من التعقيدات في الأزمة السورية، من خلال إعادة ترتيب المعارضة السورية في شقيها السياسي والعسكري لتوحيد الصف قبل مؤتمر جنيف 2، فقد اعتبر وزير الدفاع الأمريكي، تشاك هيغل، أن المعارضة السورية تمر بفترة "انتكاسة" لا بد من تجاوزها، فيما صرح المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي أي إيه" مايكل هايدن، بأن المعارضة السورية المسلحة لم تعد قادرة على تحقيق أي نصر بعد تشرذمها وانقسامها لأكثر من جبهة تتقاتل فيما بينهما، مشيرا إلى أنها فرصة لتحقيق نظام الأسد انتصارا وتأكيد أطروحة "القضاء على التطرف والإرهاب"، كما حذر في سياق حديثه من خطر "تفتيت سوريا وإعادة تشكيل خريطة المنطقة"، معتبرا أن أمام هذه الاحتمالات يبقى انتصار الأسد "أفضل السيناريوهات على الرغم من خطورته". في الأثناء، أكدت مصادر من الخارجية الأمريكية عن قيام مسؤولين باتصالات من أجل الضغط على الائتلاف السوري المعارض لإشراك وفد عن الجبهة الإسلامية في مفاوضات جنيف 2، باعتباره البديل المعتدل الأكثر قبولا لدى العواصم الغربية وبالنظر لسيطرته على الأرض. وعلى صعيد آخر، كشف تقرير للأمم المتحدة أن الأسلحة الكيميائية تم استخدامها في خمسة مواقع في مناطق متفرقة من سوريا، من ضمنها العاصمة، دمشق دون تحديد هوية الطرف الذي لجأ إلى استعمال السلاح الكيميائي، فيما نددت المنظمات الإنسانية بما أسمته تخلي المجتمع الدولي عن الشعب السوري في المأساة التي يعيشها، في إشارة إلى تدهور الوضع الإنساني والذي بلغ وفقا لوصف الناشطين في مجال المساعدات الإنسانية بأكبر كارثة إنسانية، خاصة مع ارتفاع موجه البرد والثلوج التي باتت تهدد اللاجئين في المخيمات في دول الجوار.