شافية منتلشتا: ندعو وزارة المجاهدين للاعتراف بشهداء أحداث 17 أكتوبر 1961 دعا وزير الداخلية الأسبق، عبد الرحمن مزيان شريف، إلى ضرورة كتابة تاريخ إسهامات المهاجرين الجزائريين خلال حرب التحرير، بينما كشفت النائب شافية منتلشتا أن جمعيات للمهاجرين الجزائريين بفرنسا، قررت رفع دعوى قضائية لدى القضاء الأوروبي، للمطالبة بتعويض أبناء ضحايا مجازر أحداث 17 أكتوبر 1961 بباريس. وصرّح عبد الرحمن مزيان شريف أن كثيرا من الجزائريين يجهلون نتائج مظاهرات 11 ديسمبر 1960، التي تعتبر بمثابة “أحداث مهمة بالنسبة لكرامة الشعب الجزائري وأهدافه النضالية”، واعتبر في ندوة تاريخية شارك فيها إلى جانب النائب شافية منتلشتا، نظمت أول أمس، ضمن نشاطات الصالون الوطني للكتاب الحادي عشر، بقصر المعارض في الصنوبر البحري، حول موضوع “أحداث 11 ديسمبر: نحو إعادة ترميم الذاكرة التاريخية”، أن الطرف الفرنسي كتب تاريخ هذه الأحداث بكثير من الكذب والتزوير، موضحا بأن تلك الأحداث تندرج ضمن “مظاهرات الشارع” التي جاءت لتدحض فكرة “الانتصار العسكري الفرنسي على الثورة الجزائرية، كما كان يروّج له الجنرال ماسو”، وقال: “تعتبر تلك المظاهرات دليلا قاطعا على عدم صحة أطروحة ماسو، بدليل أن جبهة التحرير الوطني هي التي دعت لتنظيمها، فوفّقت في إظهار المساندة المطلقة للشعب الجزائري للثورة، بعد أن كانت وسائل الإعلام الفرنسية تروّج لوجود تشرذم داخل المجتمع الجزائري”. وحسب المحاضر ذاتها، فإن أحداث 11 ديسمبر جاءت مباشرة عقب الزيارة التي قام بها الجنرال ديغول للجزائر ابتداء من يوم 9 ديسمبر، بهدف تطمين الأقدام السوداء وإظهار إصرار الجمهورية الخامسة على “قمع الثورة”، حيث وجد ديغول نفسه مجبرا على إنهاء زيارته للجزائر، قبل أجلها المحدّد. وأضاف: “أدى استهداف المتظاهرين الجزائريين من قبل السلطات الفرنسية، بتلك الطريقة الوحشية والإجرامية، إلى تعميق الهوة بين الأهالي والأقدام السوداء”. من جهتها، تحدثت شافية منتلشتا، النائب في المجلس الشعبي الوطني عن الجالية الجزائرية بالمهجر، عن أحداث 17 أكتوبر 1961 بباريس، ودعت المؤرخين الجزائريين إلى كتابة تاريخ المهاجرين وإبراز إسهاماتهم خلال حرب التحرير، والتي لا تقل، حسبها، عن نضالات الجزائريين في الداخل، وقالت: “نحن بحاجة لهذا الاعتراف، ليس من أجل الحصول على أي امتيازات مادية، بل بغية تخليد ذكرى الشهداء من المهاجرين”. وكشفت بالمناسبة أن المهاجرين الجزائريين الذين قتلتهم شرطة موريس بابون خلال أحداث أكتوبر في باريس، والذين بلغ عددهم أربعمائة شخص “غير معترف بهم كشهداء”، وطلبت من وزارة المجاهدين الاعتراف بهم لتخليد ذكرى نضالهم، وأضافت: “لا نقبل أن ننسى مجهود هؤلاء المهاجرين”.