بعد ساعات من قوله إن ”المعارك الأخيرة تهدد وتغرق جنوب السودان مجددا في الأيام الحالكة التي عاشها بالماضي”، ثم دعوته إلى إنهاء ”المعارك الهادفة إلى تصفية حسابات سياسية وزعزعة الحكومة”، أعلن الرئيس باراك أوباما عن إرسال 45 جنديا أمريكيا إلى جنوب السودان لتأمين الرعايا الأمريكيين. وقال إن الجنود ”المجهزين بشكل جيد للمعركة، انتشروا بهدف تأمين حماية مواطنين ومصالح أمريكية”، وسيبقون في جنوب السودان طالما أن الوضع يتطلب ذلك. ميدانيا لم تبق المواجهات المسلحة مقتصرة على العاصمة جوبا، بل امتدت إلى ولايات أخرى، كما تحدثت بعض المصادر عن معارك في مدينة توريت عاصمة بالجنوب الشرقي البلاد، وكل هذا بعد اعتراف حكومة جوبا بسقوط عاصمة ولاية جونقلي مدينة بور بيد المتمردين. هذه التطورات جاءت بعد ساعات كذلك من إعلان المتحدث باسم الأممالمتحدة، فرحان حق مساعد، عن فقدان الاتصال بالقاعدة الأممية بولاية جونقلي شرقي دولة جنوب السودان، وبعد إعلان السفير الهندي لدى الأممالمتحدة، أسوكي موكيرجي، بأن ثلاثة من جنود بلاده قد قتلوا على يد ميليشيات استهدفت القاعدة الأممية المذكورة، أوضح بأن الجنود الهنود وعددهم 43 جنديا قد نقلوا إلى معسكر تابع لجيش جنوب السودان، وقال إن ”بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان ستحاول إخراج أفراد المنظمة الدولية غير المسلحين من القاعدة الأممية التي تم استهدافها”، وكل هذه مؤشرات على الأوضاع بهذه الدولة الفتية في طريقها إلى الانزلاق نحو عنف قد يوصلها إلى الحرب الأهلية بين أهم وأكبر قبيلتين مشكلتين للإقليم وحلفائهما، وهو الأمر الذي حذرت منه الأممالمتحدة، والتي نبهت إلى أن الحرب الأهلية في حالة نشوبها ستمتد وتنتشر في كل السودان ولن تتوقف عند حدود دولة الجنوب فقط، وهذا بسبب تداخل وتشابك العلاقات والمصالح القبيلة في كل المحافظات. سياسيا، دعا النائب السابق لرئيس جنوب السودان، رياك مشار، رئيسه السابق سلفا كير إلى الرحيل عن الحكم قبل البدء في أي حوار.