أوضح وزير الداخلية الفرنسي، مانويل فالس، أن دعابة الرئيس فرانسوا هولاند حول الجزائر، والتي تعنيه مباشرة، لا علاقة لها بأوضاع الجزائر الأمنية. أما الجريدة الأسبوعية الساخرة ”لوكانار أونشيني”، فكتبت بأن هولاند كان يقصد خلافا بين وزيره الأول ووزيره للداخلية. وذكر فالس للصحافة، أول أمس، عندما كان متواجدا بمدريد، أن تساؤل هولاند على سبيل ”الدعابة الساخرة”، إن كان عاد من سفره من الجزائر ”سالما معافى”، لا يقصد من ورائه بأن الوضع الأمني بالجزائر سيء، حسب وكالة الأنباء الفرنسية التي نقلت تصريحاته. وقال بالتحديد: ”طبعا لم يكن هناك أي خطر”، يقصد أن قضية الأمن لم تكن أبدا مطروحة عندما زار الجزائر يومي 16 و17 من الشهر الحالي، مع وفد يتكون من ثمانية وزراء يقودهم الوزير الأول جان مارك أيرولت. وأضاف فالس: ”كلمات فرانسوا هولاند لا تعني في شيء هذا النوع من المخاطر، وإذا تم هذا الجدل حقيقة فهو الآن وراءنا”. يقصد أن الملف طوي جزائريا وفرنسيا، بعد صدور بيان قصر الرئاسة الذي عبر عن ”أسف الرئيس هولاند الصادق لتأويل تصريحاته”. وأفاد فالس، الذي تلقى في إسبانيا صليب الاستحقاق المدني الإسباني من نظيره جورج فرنانديز دياز، أن الرئيس هولاند ”تحدث في هذا الموضوع أمس (الأحد الماضي)، فلا نزد شيئا لهذا الجدل.. سيكون ذلك غير مجد”. يقصد أن هولاند شرح الكلام الذي تلفظ به يوم 16 ديسمبر الجاري أمام مجلس المؤسسات اليهودية بفرنسا، في بيان الإليزي والذي جاء فيه أن الرئيس ”يكّن الاحترام للجزائر وشعبها”. يشار إلى أن هولاند تحدث هاتفيا مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مساء أول أمس، حسب وكالة الأنباء الجزائرية، دون الكشف عن تفاصيل المحادثة. وإذا كانت مزحة هولاند لا تستهدف الجزائر ولا تعني التهكّم من الوضع الأمني بها، فما أو من كان المقصود بها؟ الأسبوعية الساخرة ”لوكانار أونشيني”، كتبت لقرائها أمس أنها تعرف سر القصة التي ألقت بثقلها على الأحداث السياسية في البلدين طيلة ثلاثة أيام. وذكرت الأسبوعية أن مزاح الرئيس كان يعني خلافا بين فالس وآيرولت اللذين سافرا إلى الجزائر وعادا منها سويا في طائرة واحدة. وبذلك، ووفق رواية ”لوكانار”، فإن هولاند كان يقصد أن فالس عاد سالما من رفقته لآيرولت. ولكن اللافت أن هولاند، قبل لحظة من إطلاق دعابته، بدا أنه لم يكن على علم بأن فالس كان ضمن الوفد الحكومي الذي تنقل إلى الجزائر. ولما أشار إليه فالس الذي كان حاضرا في الحفل المخصص ليهود فرنسا، بأنه عاد حديثا من الجزائر، عندها أطلق هولاند دعابته. فهل من المنطقي أن ينتقل تفكير هولاند، في ظرف لحظة بسيطة، من الجهل التام بسفر وزيره إلى الربط بينه وبين خلافه بآيرولت وعودتهما من السفرية دون استفحال الخصومة! وعلى الرغم من أن مانويل فالس يرى أن الوضع الأمني بالجزائر ليس سيئا، فالسلطات الفرنسية لا تزال تبقي على التحذير التخويف من السفر إلى الجزائر. وجاء في آخر تحيين ل”التحذير من الأسفار” المنشور على موقع ”الكي دور سي”، أن حادثة الاعتداء على مصنع الغاز في تيڤنتورين، ”انتهت بمقتل 37 رعية أجنبي من بينهم فرنسي واحد”. وذكرت النشرية أيضا أن العمليات العسكرية متواصلة بالمنطقة لارتباطها بالحرب المعلنة على الإرهاب في مالي. وعلى أساس ذلك، حذرت من ”التهديد الإرهابي عالي الخطورة بالمنطقة”.