كشف الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، السيد حسين العباسي، أن الحكومة الجديدة المنتظر تشكيلها خلال الأيام القليلة القادمة، ستتسلم مهامها بعد أسبوعين من تقديم رئيس الحكومة المستقيل العريض استقالته التي تمت يوم أول أمس الخميس، تطبيقا لما تم الاتفاق عليه في خارطة الطريق بين مختلف فرقاء المعادلة التونسية. وجاء في أحد بنود الاتفاق الدعوة لتشكيل حكومة كفاءات مستقلة يتم التوافق على إسناد رئاستها إلى وزير الصناعة في الحكومة الحالية مهدي جمعة، وفي انتظار تكليف رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي لرئيس الحكومة الجديدة مهدي جمعة رسميا، يواصل المستقيل علي لعريض تسيير أمور الشأن العام بصلاحيات كاملة. للإشارة أعلن رئيس الحكومة المستقيل في مؤتمر صحفي عقده يوم الخميس، أنه قدم استقالته إلى المنصف المرزوقي، موضحا أن ”الاستقالة تأتي في إطار احترام حكومته للتعهدات التي قطعتها على نفسها أمام الرأي العام الوطني، وعلى ضوء نتائج الحوار الوطني ولدفع المسار الانتقالي في البلاد”. ميدانيا، ومقابل هذا الانفراج السياسي الذي تعيشه الساحة التونسية، تعيش العديد من الولايات التونسية توترات حادة، رفضا لقرار رفع الضرائب الذي لجأت إليه السلطات، ولتردي الأوضاع الاجتماعية بالبلاد بشكل عام، وضمن هذه الأجواء تعرف ولاية القصرين منذ أيام مواجهات عنيفة بين المحتجين وقوات مكافحة الشغب التي عجزت عن التحكم في الأوضاع، وهو الأمر الذي دفع الجيش التونسي إلى إخراج وحداته بهذه المنطقة من الثكنات ونشرها يوم الخميس حول مختلف المرافق الحكومية الحيوية، وفي هذا الشأن أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع في تصريحات إعلامية أن الجيش يقوم بحماية المنشآت العامة في القصرين، ويقوم بدوريات مشتركة مع قوات الأمن، لكنه لم يتسلم مقاليد الأمن في المدينة بدل قوات الشرطة، أجواء التوتر هذه عاشتها كذلك محافظة سيدي بوزيد، خاصة مدينة المكناسي التي أغلقت طرقها رفضا للضرائب الجديدة. أمنيا دائما تحدثت الأخبار عن قصف للجيش التونسي لمناطق من جبل الشعانبي وسط أحاديث عن مشاهدة مجموعة مسلحة تتجول في المواقع التي تعرضت للقصف، وفي سياق متصل نسبت وسائل إعلامية محلية للداخلية التونسية، أن جزائريا مسلحا مرتبطا بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قد ”تسلل” إلى مدينة القصرين، وأوضحت المصادر أن هذا الجزائري متورط في عدد من الجرائم التي استهدفت رجال الشرطة والجيش التونسيين. المرزوقي يكلف جمعة رسميا بتشكيلها كلف الرئيس التونسي، المنصف المرزوقي، بشكل رسمي، مهدي جمعة بتشكيل حكومة جديدة لتسيير الأعمال في البلاد بعد استقالة رئيس الوزراء الإسلامي علي العريض في إطار اتفاق مع المعارضة لإكمال الانتقال إلى الديمقراطية. وقال جمعة للصحافيين عقب لقاء مع الرئيس التونسي أمس ”كلفني رئيس الجمهورية (..) بتشكيل الحكومة وفق القانون المؤقت لتنظيم السلط العمومية وخارطة الطريق”، التي طرحتها المركزية النقابية لإخراج البلاد من أزمة سياسية مستمرة منذ أشهر.