أعلن رئيس رابطة كرة القدم المحترفة محفوظ قرباج بأن سوق التحويلات الشتوية لم تشهد حركية كبيرة بعدما انتهت أمس المهلة القانونية للانتدابات، موضّحا بأن هذا "الفتور" له ما يبرّره، كون الأمر يتعلق بالفترة الشتوية وليس الصيفية للتحويلات، وهي فترة يصعب على أي فريق التنازل عن أفضل لاعبيه لفائدة أندية أخرى. قال محفوظ قرباج ل”الخبر”، أمس، إن ما كان متوقّعا حدث، مشيرا “شهدنا حركية باردة إن صحّ التعبير، فلم نسجّل تحويلات كثيرة في الرابطتين الأولى والثانية، وأعتقد بأنه من الخطأ أن نتوقع تحويلات كثيرة للاّعبين بين الأندية في الفترة الشتوية، فكل فريق يتمسّك بأفضل لاعبيه، لأن اللاّعبين مرتبطين بعقود في نصف مشوار البطولة، ولن يكون هؤلاء أحرارا في تغيير وجهتهم على خلاف وضعية البعض منهم في فترة التحويلات الشتوية”. وذهب قرباج إلى حد الاعتراف بأن بحث أي فريق عن لاعب ممتاز في فترة التحويلات الشتوية أمر صعب “إن لم يكن مستحيلا”، مضيفا “لا يمكن لأي فريق تسريح لاعب قوي في “الميركاتو” الشتوي، هذا غير معقول، ومن يتم تسريحه في هذه الفترة، يعني بالضرورة بأن الفريق لا يحتاج إلى خدماته، وإذا كان ذلك هو سبب الاستغناء عن أي لاعب في هذه الفترة، فلا أعتقد بأن الفريق الذي سيوظّفه سيستفيد من خدماته كثيرا، ومثلما نقول بالعامية لو كان يحرث ما يبيعوه، هذه قناعتي، وهو ما يفسّر قلة التحويلات في الشتاء”. ”اللاّعبون الأفارقة مطلوبون كونهم لا يكلّفون الكثير” وفي نفس السياق، قال رئيس رابطة كرة القدم المحترفة إن أغلب الأندية اهتمت كثيرا باللاّعبين الأفارقة من أجل تدعيم الصفوف، ويعود ذلك لكون أي فريق يبحث حتما عن لاعب ذي قيمة فنيا مقارنة بما تقترحه سوق الأندية الجزائرية من لاعبين محليين. وأضاف محفوظ قرباج “الأندية الجزائرية تتجه إلى اللاّعب الإفريقي، وقد سجّلنا حركية من هذا الجانب خلال “الميركاتو” الشتوي، والسبب يعود أيضا لكون أغلب اللاّعبين الأفارقة لا يلّفون الكثير، فرغم أن الأندية قادرة على انتداب لاعبين أجانب من كل الجنسيات، إلا أن هؤلاء يفضّلون الأفارقة، كون هؤلاء لا يكلّفون الكثير”، مضيفا “اللاّعب الإفريقي يتقاضى ما قيمته 5 آلاف أورو شهريا، بينما يتقاضى لاعبون أجانب من جنسيات أخرى رواتب أكبر بكثير، وتحدثت مع بعض الرؤساء حول ذلك ولمست بأن هؤلاء لا يريدون الاستثمار في لاعبين أجانب من العيار الثقيل من جنسيات غير إفريقية حتى لا يضطر هؤلاء تسديد رواتب شهرية تصل إلى 20 ألف أو 30 ألف أورو”. كما لفت محدثنا الانتباه بأن الراتب الشهري الزهيد للأجانب هو الذي يدفع باللاعبين الأفارقة، ممن لا يستطيعون الظفر بمكانة في بطولات أخرى، اللعب للأندية الجزائرية، مشيرا “لم نشهد لاعبين أفارقة كبارا في البطولة الجزائرية، وأبرز اللاّعبين يعدّون على أصابع اليد الواحدة، منهم التشادي إيزشال والمالي ديالو والكامروني نجونغ وربما إينيرامو”، مشيرا أيضا “أفضّل الإعتماد على لاعبين من صنف الآمال على حلب لاعبين أفارقة لا يملكون المهارة الفنية المطلوبة، ولاحظنا جميعا الكم الكبير من اللاّعبين الأفارقة الذين أجروا تجارب مع أندية جزائرية دون أن يقنعوا، وهو دليل على أن الأندية الجزائرية تستثمر في اللاعبين الأفارقة لتجد من يقدّم أفضل عرض بأقل قيمة”. ”التكوين غائب وبولحبيب اعترف بأن فريقه لا يملك لاعبي الآمال” وخلص رئيس رابطة كرة القدم المحترفة إلى القول بأن مشكل الكرة الجزائرية يتمثّل في عقم أنديتها، موضحا “عندما يون لديك أندية ليست قارة على تكوين لاعبين شبّان، فذلك يجعلنا نتعامل مع أجيال من اللاعبين في صنف الأكابر لا يملكون المؤهلات التي تسمح لهم باللّعب في المستوى العالي أو يعجز هؤلاء عن تطوير مستوى اللّعبة”، مضيفا “حينما قمنا بتسقيف الأجور، لفت انتباهي بعض الرؤساء إلى أن ذلك سيدفع اللاعبين المحليين إلى مغادرة البطولة، وأخبرتهم، من جانبي، أخبرتهم بأنني مقتنع برحيل أي لاعب جزائري نحو بطولة أخرى، لو كان يملك فعلا المستوى اللاّزم، فالأمر لا علاقة له بتسقيف الأجور، إنما حركية اللاعبين نحو بطولات أجنبية تتحكّم فيه العروض التي تصل اللاّعبين الذين يملكون القدرة على اللّعب في أعلى مستوى، بدليل أن مراد دلهوم لاعب الوفاق غادر إلى البطولة السعودية بمرّد أن وصله العرض”. ولفت قرباج الانتباه أيضا بأنه تفاجأ لما قاله محمد بوالحبيب المدير الرياضي لشباب قسنطينة في اجتماع رسمي لرئيس الرابطة مع رؤساء الأندية، حيث قال قرباج “طلبت من بوالحبيب سبب عدم الاعتماد على عناصر شابة، وأخبرني بأن شباب قسنطينة لا يملك لاعبين من صنف الآمال، فرغم أن الاتحادية أقرّت بضرورة ترقية سبعة عناصر من الآمال، إلا أن شباب قسنطينة لم يوظّف أي لاعب، وهذا مؤشر على أن الأندية الجزائرية لا تهتم بتكوين لاعبي كرة القدم على أسس صحيحة”. واستدل المتحدث بوجود لاعبين شبان يتلقون رواتب متواضعة على غرار عنّان وخرباش في شباب بلوزداد، ويقدمون مستوى كبيرا، مقابل راتب أعلى للاعبين آخرين على غرار مومن من مولودية الجزائر الذي تم تسريحه، وقال قرباج “حين يتم تسريح لاعب في “الميركاتو” الشتوي لفريق آخر، فإن الفريق الجديد ملزم بمنح اللاعب نفس راتبه في فريقه السابق أو راتب أعلى، وليس من حقه أن يمنحه أقل من ذلك إلا إذا وافق اللاعب على تخفيض راتبه”.