يواصل المخرج أحمد راشدي تصوير مشاهد الفيلم الثوري “العقيد لطفي”، الذي انطلق العمل عليه يوم الأربعاء الماضي بحديقة بن عكنون في العاصمة، مع المشهد رقم 73، وسط حضور مميّز لمجاهدين حرصوا على مشاهدة التصوير. تنقل “الخبر” كواليس التصوير، حيث تقرّبت من الممثلين المشاركين في الفيلم والبطل الرئيسي الممثل الشاب يوسف سحيري الذي يؤدي دور “العقيد لطفي”. في جوّ من الحماس، ورغم برودة الطقس والأمطار الخفيفة التي كانت تتهاطل بين الحين والآخر في حديقة التسلية ببن عكنون، أعطى المخرج أحمد راشدي إشارة تصوير أول مشهد من فيلم “العقيد لطفي” الذي تنتجه وزارة المجاهدين، ولمدة ثلاث ساعات كاملة. كان الهدوء لحظة التصوير ضروريا جدا لخلق أجواء معركة فعلية قادها العقيد لطفي ضمن سلسلة المعارك التي خاضها في ثورة التحرير الوطني. يقف كل من حليم مكانشة، والمخرج التونسي معز بن حسين وهما مساعدا المخرج احمد راشدي، يراقبان تفاصيل تحركات 18 مجاهدا باتجاه الكاميرا، وهم يحملون سلاح “مات 49” الذي كثيرا ما استخدمه الجزائريون في معاركهم ضد الجيش الفرنسي، كما المشهد يركز على حضور المرأة الجزائرية في المواجهات المسلحة ضد الجيش الفرنسي في الغرب الجزائري، حيث قاد الشهيد العقيد بن علي دغين الشهير باسم العقيد لطفي معارك ضارية ضد المستعمر. وحسب المخرج، فإن اللقطة الأكثر تأثيرا في حياة العقيد لطفي هي لحظة استشهاده في جبال بشار وهو يقبّل التراب الجزائري في 27 مارس سنة 1960، بينما يبقى لقاء الزعماء التاريخيين في هذا الفيلم يطرح العديد من الأسئلة حول جرأة المخرج والسيناريو الذي تكفل بكتابته السيناريست صادق بخوش في تناول الملفات التاريخية الحساسة، لاسيما فيما يخص اغتيال عبان رمضان يوم 26 ديسمبر1957 الذي نفذ فيه حكم لجنة التنسيق. ويشارك في الفيلم الممثل كمال عورني في دور عبد الحفيظ بوصوف، والممثل احمد رزاق في دور العقيد فراج، والممثل مناد مبارك في دور عبد الرزاق. وبين المشهد الأول والثاني، كانت ل«الخبر” وقفة مع الممثل علي جبارة الذي شارك في تجسيد المشهد وأدى دور “عيسى بن ديبول” أحد قادة “المالغ”. يقول الممثل جبارة الذي يشارك المخرج أحمد راشدي للمرة الخامسة في أداء أفلام ثورية، إن “الثورة الجزائرية بحاجة إلى مزيد من الأعمال السينمائية حتى نستوفيها حقها”، كما يقول عن مهمته في هذا الفيلم: “نحن نسعى لإعطاء قيمة تاريخية كبيرة للبطل العقيد لطفي، حيث يكمن دور الممثلين في الفيلم في إحاطة العقيد لطفي بجو من القوة”. وقد بدا الممثل يوسف سحيري الذي يخوض تجربته الأولى في بطولة فيلم تاريخي ثوري، واثقا من نجاحه وهو يركز بنظرات ثاقبة باتجاه الكاميرا، ويعطي الأوامر للمجاهدين بالتقدم قبل أن تندلع المواجهة في ثوانٍ، وقد تطلب الحصول على المشهد المثالي مدة 3 ساعات كاملة من التحضير والتصوير وإعادة التصوير لخمس مرات. والتقت “الخبر” أيضا، في “بلاتو” التصوير، بالممثل حسان بن زيراري الذي أسند له دور “المرابط”، وهو دور مركّب يعتمد على الثقافة الشعبية، لشيخ يعيش حالة تشبه التوحد، تدفعه لاستشراف المستقبل والتنبؤ باندلاع الثورة الجزائرية. يقول بن زيراري عن دوره إنه “واحد من الشعب الذي تحيط به العادات والتقاليد وتتزين ألفاظه بالأمثال الشعبية الجزائرية” وأضاف حسان “إن الدور صعب نسبيا خصوصا ومهم جدا في السينما بالنسبة للتأريخ”. ويتواجد في مكان التصوير أيضا الممثل حسان كشاش الذي يؤدي دور فرحات عباس، من خلال تناول مرحلة التاريخ التي تخص النضال السياسي الذي تجسد في مؤتمر الصومام 20 أوت 1956. وعن أسباب تعلقه بالدور، أوضح كشاش بأن المستوى الفني العالي الذي رسمه السيناريو للشخصية، إضافة إلى ما يحمله الدور من روابط دبلوماسية، هو أهم ما دفعه إلى الموافقة “فورا” على الدور الذي سيعطيه فرصه للقاء الشخصيات التاريخية في الفيلم، نظرا لجولات فرحات عباس المكوكية من أجل تحقيق النصر السياسي للجزائر. ومن المقرر أن يظهر حسان كشاش في النصف الثاني من الفيلم، حيث تكون الجزائر على مشارف سنة 1960 وهي مرحلة المعركة الدبلوماسية التي قادها أعضاء الحكومة المؤقتة.