تباينت مواقف وردود فعل الطبقة السياسية في تصريحات لقيادات حزبية ل”الخبر”، إزاء إعلان الوزير الأول عبد المالك سلال عن ترشح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للانتخابات الرئاسية المقررة ليوم17 أفريل القادم. فبينما نزل الخبر على أحزاب ك”الصاعقة” اعتبارا لكون صحة بوتفليقة لا تؤهله لممارسة مهامه لعهدة أخرى، تراه أحزاب الموالاة استكمالا لمسار الإصلاحات والحفاظ على مكسب الاستقرار. جيلالي سفيان ينسحب من الرئاسيات أعلن رئيس حزب ”جيل جديد” جيلالي سفيان في تصريح ل”الخبر”، عن انسحابه من سباق الرئاسيات حسب قرار اتخذه سابقا في حالة ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى عهدة رابعة، مشيرا: ”سنعلن عن هذا القرار يوم الجمعة المقبل أمام وسائل الإعلام، وسنعرض أيضا التوقيعات التي فاقت 60 ألف استمارة”. وأفاد المتحدث أن ”إعلان الترشح من طرف الوزير الأول يعتبر في حد ذاته انقلابا على مبادئ الجمهورية، ومن غير المعقول أن يبقى المترشح الفعلي ساكتا، فيما يقوم مسؤول مثل سلال بكل ما يحمله من ثقل في المسؤوليات كرجل ثان في الجهاز التنفيذي ورئيس للجنة الوطنية للتحضير الانتخابات، إذا نحن أمام مسار انقلابي وليس انتخابي”. جبهة العدالة والتنمية: الترشح كان محسوما منذ تعديل الدستور في 2008 من جهته، قال القيادي في حزب العدالة والتنمية لخضر بن خلاف إن ”الإعلان عن الترشح كان متوقعا ونحن في الحزب قلناه منذ 8 أشهر استنادا إلى التعديل الحكومي والتغييرات التي أجراها الرئيس في المؤسسة العسكرية والتسوية الأخيرة في هرم السلطة”، مضيفا ”ترشح الرئيس كان محسوما لكونه ألغى خلال تعديل الدستور سنة 2008 مبدأ التداول على الرئاسة”. وأوضح بن خلاف أن ”الذين دفعوا بوتفليقة إلى الترشح لعهدة رابعة، يريدون استعماله كسجل تجاري وليس حبا في الشعب والبلاد، وهذا من أجل مآربهم الشخصية والحفاظ على مصالحهم، ثم أن الحملة الانتخابية لصالح الرئيس انطلقت مع شروع الوزير الأول عبد المالك سلال في زياراته إلى الولايات”. وأشار المتحدث إلى أنه على ”المترشحين المحتملين للرئاسيات أن يراجعوا حساباتهم لأنها مسؤولية تاريخية، ومن يشارك فيها سيضفي الشرعية على انتخابات محسومة مسبقا ويعتبرون بمثابة شاهدي زور”. الجبهة الوطنية الجزائرية: المفروض أن يدعو بوتفليقة الإعلام ليعلن ترشحه رسميا من جانبه، كشف رئيس الجبهة الوطنية موسى تواتي أن ”الخبر صدر عن الوزير الأول وليس من الرئيس بوتفليقة شخصيا، وما قام به سلال إنما إعلان ترشيح بالوكالة، وفي اعتقادي أن الرئيس لن يترشح والهدف من القضية هو تخويف المترشحين لإفراغ الساحة”، مردفا ” من المفروض أن يستدعي الرئيس بوتفليقة رجال الإعلام ويعلن أمامهم ترشحه الرسمي”. حزب الحرية والعدالة: موقفنا سيفصل فيه المجلس الوطني في المقابل، ترك رئيس حزب الحرية والعدالة محمد السعيد الفصل النهائي في موقف حزبه إلى يوم الإثنين (غدا)، وقال ”استدعيت المجلس الوطني في اجتماع طارئ باعتباره المخول لإعلان الموقف الرسمي من ترشح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة”. التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية: الانتخابات ستكون مزورة أعلن حزب التجمع من أجل الثقافة والديقراطية أن ”خيار مقاطعة الرئاسيات اتخذ بكل فخر، لأنها انتخابات ستكون مزورة، وعجز الرئيس بوتفليقة لن يحول دون إخضاع الشعب إلى شهية العصابات، لذلك قررنا المقاطعة لعدم المشاركة في إطالة عمر نظام متعفن”. جبهة التحرير الوطني: القرار كان منتظرا وسنجمع التوقيعات في صورة تليق بالرئيس وعن موقف حزب جبهة التحرير الوطني، أفاد مسؤول الإعلام السعيد بوحجة، أن ”قرار الترشح كان منتظرا، وقد بعث الأمل في الكثير من المؤسسات، فضلا عن كون ترشح الرئيس معزّز بإنجازات ضخمة حققها خلال 15 سنة”، مضيفا ”نحن في الحزب حضرنا برنامجا ثريا ووفرنا كل الوسائل البشرية والمادية لتحريك الساحة السياسية، وسنجمع التوقيعات بطريق جيدة وفي صورة تليق ببوتفليقة”. التجمع الوطني الديقراطي: ندعم استكمال الإصلاحات والحفاظ على الاستقرار أما حزب التجمع الوطني الديقراطي، فأوضحت المكلفة بالإعلام فيه نوارة سعدية جعفر، أن ”موقف الحزب معروف ونحن دعوناه للترشح لعهدة رابعة، وشاءت الصدف أن يجدد الأمين العام للحزب دعوة الرئيس للترشح، تزامنا مع إعلان الوزير الأول لترشحه من ولاية وهران”. وقالت المتحدثة إن ”دعمنا للرئيس بوتفليقة إنما هو استكمال لنهج الإصلاحات والحفاظ على مكسب الاستقرار، باعتباره رجلا له خبرة وحنكة سياسية، تؤهله لمواصلة المشوار وتنمية البلاد، كما بدأنا بالتحضير للمشاركة في الحملة الانتخابية وتجنيد القاعدة في الولايات”. حزب العمال: نحن مع حرية الترشح لأي شخص حزب العمال بدوره أبدى موقفا من ترشح رئيس الجمهورية إلى عهدة رابعة، وجاء التصريح عن لسان القيادي في الحزب جلول جودي الذي قال إن ”الحزب مع حرية الترشح لأي شخص والرئيس بوتفليقة احتكم إلى خياره الشخصي، لكن ما نطلبه هو أن تكون هناك ظروف سياسية سليمة من أجل انتخابات حرة ونزيهة والشعب هو من يختار رئيسه”. وأضاف المتحدث أن ”مطالب حزب العمال تصب في اتجاه تطهير القوائم الانتخابية لضمان عملية نزيهة واحترام الإرادة الشعبية وأن تكون محطة الرئاسيات لتجسيد العمل الديقراطي”. التجمع من أجل الجزائر: القرار جاء استجابة لكل النداءات ولم يفاجأ قرار ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى عهدة رابعة حزب التجمع من أجل الجزائر ”تاج”، وقال المكلف بالإعلام نبيل يحياوي إن ”الحزب صرح على لسان رئيسه أن الرئيس سيترشح لعهدة رابعة، وقد تلقينا الخبر بارتياح لأنه جاء استجابة لكل النداءات، كما سنقوم بإنجاح العملية الانتخابية وندعو إلى إبقاء الانتخابات ضمن الأخلاق السياسية دون تأجيج الصراعات”. حركة النهضة: الإعلان غير قانوني وغير دستوري أعلنت حركة النهضة عن استقبالها لإعلان الوزير الأول ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة ب”استهجان واستغراب”، واعتبرت الإعلان غير قانوني وغير دستوري، وسجلت نقاطا تتمثل في أن العهدة الرابعة رسمت يوم تم الاعتداء على الدستور سنة 2008 وفتح العهدات الرئاسية ورفضته الحركة، وقاطعت بموجب ذلك رئاسيات 2009. وقالت حركة النهضة في بيانها، إن إعلان الترشح لعهدة رابعة يؤكد ”تحليل وصدقية وصواب” موقف النهضة من الانتخابات الرئاسية بخيار المقاطعة، مشيرة إلى أنه قرار يمثل بإصرار السلطة على غلق الانتخابات الرئاسية والحسم في نتائجها بعيدا عن الإرادة الشعبية. المترشح للرئاسيات علي بن فليس: رئيس لجنة تحضير الانتخابات لا يمكن أن يكون طرفا اندهشت مديرية الحملة الوطني للمترشح علي بن فليس لما جاء على لسان الوزير الأول على أنه إعلان رسمي عن الترشح، لأن مثل هذا الإجراء لا يتم بالوكالة، واستغربت في بيان لها، ”أن يتم هذا الإعلان عن طريق رئيس اللجنة الوطنية للتحضير الانتخابات الذي لا يمكن في أي حال من الأحوال أن يكون طرفا في الاستحقاق الرئاسي”. المترشح محمد الطاهر يعلى: المفروض أن يكون القرار من بوتفليقة شخصيا وعلى المباشر كما قال المترشح للرئاسيات محمد الطاهر يعلى ل”الخبر”: ”من اليوم الأول كنت على علم بترشح بوتفليقة لعهدة رابعة، وعلمت أن الإدارة كانت تحضر له الاستمارات، لكني أتساءل لماذا أعلن الخبر الوزير الأول ورئيس اللجنة الوطنية لتحضير الانتخابات، من المفروض أن يكون قرارا من بوتفليقة شخصيا وعلى المباشر”. حزب اتحاد القوى الديمقراطية الاجتماعية: أصبحنا شبه مهزلة أمام دول العالم قال الأمين العام لاتحاد القوى الديمقراطية الاجتماعية نور الدين بحبوح إن ”الترشح لعهدة رابعة ليس مفاجأة وكل الأمور كانت محضرة وواضحة، لكن المفاجأة غير المقبولة هي كيفية الإعلان عن القرار من طرف الوزير الأول، لأنها حادثة لم تعشها الجزائر منذ الاستقلال، يعني بالوكالة، والنقطة الثانية أن الجزائر تسير بالوكالة والحملة ستكون أيضا بالوكالة، وهذا أمر خطير، وعلى الطبقة السياسية اتخاذ قرار صارم لأننا أصبحنا شبه مهزلة أمام دول العالم”. مولود حمروش: القرار كان منتظرا والمهم تفادي الوصول إلى صدامات بين الفرقاء قال علي ذراع، أحد المقربين من رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش، بخصوص موقف هذا الأخير من ترشح عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة، بأن مولود حمروش سينتظر ردود فعل الطبقة السياسية وتلك الصادرة عن المجتمع الجزائري إلى جانب جس نبض صناع القرار في الجزائر من استمرار بوتفليقة في الحكم، لاتخاد قرار الدخول إلى سباق الرئاسيات أم اللجوء إلى خيار المقاطعة. وأضاف علي ذراع، في تصريح، ل”الخبر”، أمس، بأن ”المهم في هذه القضية هو تفادي الوصول إلى صدامات بين الفرقاء السياسيين وحدوث انحرافات توقع بنا في متاهات غير معلومة العواقب”. وأكد نفس المتحدث بأن الرئيس حر في ترشحه وقراره كان معلوما منذ سنة عندما شرعت الحكومة في توزيع الأغلفة المالية على الولايات وما تبعه من تعديل حكومي حرص فيه رئيس الجمهورية على وضع أقرب المقربين إليه في الوزارات المهمة من خلال تعيين الطيب بلعيز في الداخلية والطيب لوح في العدل ومساهل في الاتصال ومدلسي في المجلس الدستوري، وذكر علي ذراع بالنداء الذي وجهه حمروش لتهدئة الأوضاع السياسية وتفادي الصدامات بين مختلف الأطراف بتقديم تنازلات لما يخدم استقرار الجزائر، لكن نداءنا لم يسمع، يضيف علي ذراع.