أضفى رئيسا مجلس الأمة والمجلس الشعبي الوطني أجواء انتخابية على مراسم افتتاح الدورة الربيعية للبرلمان، ورفعت مجموعة من نواب جبهة التحرير الوطني صور الرئيس بوتفليقة، ورددوا بوتفليقة.. بوتفليقة، وسط احتجاج قوي من نواب إسلاميين، بينما وقف أعضاء الطاقم الحكومي يصفقون. قبل جلسة الافتتاح علق نواب من كتلة جبهة التحرير الوطني دبابيس “بينس” مزينة بصورة للرئيس المرشح، وعليها رمز الأفالان، تعبيرا عن ولائهم له، وإحراج نواب منهم رفضوا ركوب موجة العهدة الرابعة، وتبعت بقيام مجموعة منهم بحمل صور للرئيس أيام مجده وعنفوانه، ورددوا اسمه مرات، ولحق بهم نواب آخرون من الموالاة وأعضاء الحكومة ورئيس مجلس الأمة وصفقوا لثوان، وأثارت المبادرة احتجاج أعضاء في كتلة الجزائر الخضراء من خلال الضرب على الطاولات. وتأسف رئيس المجموعة البرلمانية لتكتل الجزائر الخضراء يوسف خبابة في تصريح ل«الخبر” لتحول المجلس للجنة مساندة، ولخروج رئيسه عن تحفظه، وتساءل كيف كان سيتصرف السيد ولد خليفة لو تعلق الأمر بمرشح حزب آخر؟ وفي نفس السياق قال النائب ناصر حمدادوش إن ما حدث عند افتتاح الدورة الربيعية من رفع صور الرئيس يعدّ اعتداءً صارخا على ما تبقى من مصداقية المؤسسة التشريعية الدستورية، وتعبيرا فاضحا على عدم حيادية مؤسسات الدولة في هذه الانتخابات الرئاسية. وفضل نواب حزب العمال لحظة رفع صور الرئيس الصمت ومتابعة المشهد، فيما غاب نواب الأفافاس الذين رحلوا إلى قسنطينة مرة واحدة، بعدما قرروا في وقت سابق مقاطعة مراسم افتتاح الدورة الربيعية. واستغل رئيس المجلس الشعبي الوطني العربي ولد خليفة فرصة افتتاح الدورة الربيعية للمرافعة لصالح بوتفليقة، مؤكدا بأن “الجزائر أصبحت مرجعية في الإصلاح ونموذجا للاستقرار”. كما اعتبر ولد خليفة أن الجزائر ستشهد من خلال الرئاسيات المقبلة “ربيعا آخر” بعد أن أضحت “مرجعية في الإصلاح” و«نموذجا للأمن والاستقرار في محيط جهوي يسوده الاضطراب (...) ودولي يعاني من الأزمات الاقتصادية”. ودعا ولد خليفة المواطنين إلى المشاركة “بكثافة” في الانتخابات الرئاسية المقررة ل17 أفريل المقبل، مشيرا إلى أنه قد “أعطيت كل الضمانات من أعلى مستوى في الدولة ليكون الصندوق هو الحكم بين المتنافسين”. وأعرب ولد خليفة عن يقينه بأن الشعب الجزائري قادر على التمييز بين ما يقدم إليه من برامج انتخابية ذات مصداقية وأخرى خيالية، وقال صراحة بأن الشعب “بحاجة ماسة إلى حنكة شخصية سياسية من أعلى طراز برهنت على كفاءتها العالية في داخل الوطن واستحقت الاحترام والتقدير على الساحة الدولية”، وهي دعوة صريحة منه للتصويت لبوتفليقة، معتبرا أن ما تم تحقيقه في هذا الإطار كان “بفضل حكمة وبعد نظر رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وسهره على وحدة الشعب وصيانة قيم الجمهورية”. بدوره عبّر عبد القادر بن صالح، رئيس مجلس الأمة عن تأسفه لسعي بعض الأشخاص والتيارات تعميم خطابات الإحباط لدى المواطن لاتخاذ موقف سلبي تجاه الانتخابات الرئاسية القادمة والعزوف عنها، في انتقاد لأحزاب دعت إلى مقاطعة الرئاسيات. وأشار رئيس مجلس الأمة في كلمته إلى أنه “بقدر ما نتأسف لهذا الموقف فإننا نحذر من تبعات مثل هذه الدعوات لما لها من آثار سلبية معروفة عشنا تبعاتها بالماضي”. وبخصوص برنامج عمل الدورة، أشار رئيس المجلس إلى أن هذا الأخير سيواصل دراسة النصوص التشريعية المعروضة عليه والمتمثلة في مشروع القانون المتعلق بمكافحة التهريب ومشروع القانون المتعلق بالتعاضديات الاجتماعية وكذا مشروع القانون المحدد للقواعد العامة المتعلقة بالطيران المدني، مشيرا لوجود أربعة مشاريع قوانين أخرى قيد التحضير منها مشروع يخص قانون الخدمة الوطنية.