قال الأستاذ الجامعي، ناصر جابي، إن النداء الذي وقعه جامعيون ويدعو لجعل تاريخ اليوم “إعلانا من الجامعة رفض المغامرين والمقامرين”، يعكس موقفا من فئة بأن “الوضع الذي تعيشه الجزائر غير صحي”، وقال جابي ل”الخبر” إن النداء واضح وهو “لا تورطوا البلد في مأزق جديد عنوانه العهدة الرابعة”. لحق أساتذة جامعيون بالحراك السياسي الذي انتقلت فصوله إلى الشارع، ووجهوا نداء ل”جعل من يوم الخميس 13 مارس يوما تعلن فيه الجامعة الجزائرية عن موقفها الرافض للمغامرين والمقامرين بالجزائر”، واختار أصحاب النداء جامعة بوزريعة في العاصمة لتنظيم الوقفة. وذكر ناصر جابي، وهو أحد الموقعين على النداء، أن “الخطوة تعبير بأن الوضع السياسي الذي تعيشه البلاد غير صحي تماما وكان لا بد أن يكون للجامعيين رأي ككل الجزائريين الذي بدأوا في التعبير عن رأيهم منذ نحو أسبوعين”، وأفاد جابي أن “الاتفاق جرى أن يتم التعبير عن موقفنا بشكل هادئ وسلمي بأن وضع البلاد غير صحي تماما وأن انتخابات أفريل المقبل تبدو فرصة للتأزيم أكثر منها لتقديم حلول”. ولاحظ ناصر جابي عدة نقاط سلبية في خطاب المجموعة الداعمة لاستمرار الرئيس في الحكم “خطابهم استفزازي وفيه لهجة ابتزاز فاضحة، إما أن يقبل الجزائريون بمشروع الاستمرار وإلا حلت الفوضى”، مشيرا إلى أن “هذه الجماعة كانت على موعد مصيري مع التاريخ لو نظموا انتخابات ضامنة لانتقال سلمي للسلطة، كان يمكن لها إنجاح ذلك خاصة بوجود أريحية مالية كانت ستضمن تغطية الكلفة الاجتماعية للانتقال دون ضغوط خارجية”، ولفت يقول “حتى الجزائريين تحس أن خطابهم تطور وتعقل، لم نعد أمام تلك المطالب التعجيزية الثقافوية التي برزت في التسعينات، فلماذا ترفض السلطة الإنصات لهم”. ويعبّر ناصر جابي بصراحة عن العهدة الرابعة قائلا: “لقد تحملنا بمرارة العهدة الثالثة فكيف للرابعة أن تحصل، وكيف يحاولون فرض هذا الرجل بهذا الشكل”، منتقدا مفاضلة الوجوه المؤيدة للرئيس للنموذج الليبي والمصري بعد الربيع “هاتان حالتان مؤقتتان ومع ذلك يختارونهما للإشارة إلى الفوضى، لماذا يتجاهلون النموذج التونسي الناجح”، معتبرا أن “مؤيدي الرئيس يرافعون لخطاب الاستقرار وهم في الحقيقة يتحدثون عن حالة ركود لدرجة أصبحت الجزائر شبيهة بكوريا الشمالية في شمال إفريقيا”، مع أن العكس هو الصحيح “فلما يصبح النظام أكثر شرعية حينها سنكون أقوياء وبعيدين عن احتمالات الفوضى”. وقد ورد في النداء الذي وقعه عشرات الأساتذة الجامعيين وصف للظرف الذي تعرفه البلاد “تأزم سياسي وانسداد في الآفاق يفصح عن إفلاس نظام حكم بكامله، وما العهدة الرابعة إلا أحد مظاهر هذا الإفلاس وهي نتيجة وليس سببا له”، وجاء في البيان “لقد أصبحت العصب المهيمنة على السلطة تشكل خطرا حقيقيا على استقرار الدولة ومستقبل المجتمع، وهي بالإضافة إلى كل ذلك تعمل بإصرار على الاستمرار في السلطة والبقاء فيها”، وتساءل البيان يقول “فكيف يمكن أن تبقى الجامعة صامتة أمام تردي الوضع السياسي وفساد النظام على كل المستويات، بمصادرته للحريات وانتهاك الدستور واغتصاب الإرادة الشعبية وتبديد المال العام وتحويل مؤسسات الدولة إلى لجان مساندة لتكريس الزعامة الفردية وحكم السلطة ومافيا المال؟”.