تجاوزت قيمة الأموال المجمّعة من قِبل رجال الأعمال والمال، إلى غاية يوم الأحد الفارط، لتمويل الحملة الانتخابية لعهدة بوتفليقية رابعة، ال200 مليار سنتيم، ستوجه من أكبر منظمة باترونا في الجزائر لمديرية حملة الرئيس، في انتظار الانتهاء من جمع ما تبقى من ملايير ستخصصها منظمات الباترونا الأخرى. أكدت مصادر موثوقة من داخل منتدى رؤساء المؤسسات، ل«الخبر”، أن كبار مؤيدي الرئيس بوتفليقة من المنتدى تمكنوا لوحدهم من جمع 200 مليار سنتيم، مشيرة إلى أن هؤلاء كانوا من المبادرين إلى دعوة رجال أعمال المنتدى إلى مساندة بوتفليقة لعهدة رابعة، من خلال مأدبة الغذاء التي نظموها على شرف منتدى رؤساء المؤسسات بفندق الأوراسي. وأسرت المصادر ذاتها بأن الأموال الهائلة المجمعة أرسلت من قِبل هؤلاء في أكياس “شكارات” أو حقائب، دون استعمال الصكوك، ما يمنع تتبع مسار هذه الأخيرة والكشف عن الأموال الهامة التي “ستبدد” من قِبل منشطي حملة بوتفليقة، على معركة تم حسمها قبل انطلاق الانتخابات والحملة. وفي السياق نفسه، استشهدت المصادر ذاتها بالمضايقات التي تعرّض لها أكبر رجل أعمال في الجزائر، عندما حاول تمويل حملة بوتفليقة في عهدته الثانية باستعمال الشيك، الأمر الذي تم رفضه من قِبل القائمين على الحملة آنذاك. على صعيد آخر، أكد العديد من رجال أعمال منظمات الباترونا الأخرى الحاضرين لقاء سلال الأخير مع أرباب العمل بفندق الأوراسي، ل«الخبر”، أنهم مجبرون، رغم عدم اقتناعهم بالعهدة الرابعة، على المشاركة في تمويل حملة الرئيس المرشح، لضمان استقرار أعمالهم واستثماراتهم بالجزائر. وحسب هؤلاء، فإن دفع المبالغ الموجهة لتمويل الحملة لا يتم إلا بعد مقارنتها بمعدل ما تم منحه من قِبل رفقائهم من المتعاملين الاقتصاديين تطبيقا لمقولة “الذي يدفع أكثر ينال أكثر”.