المحتجون هتفوا "بركات من الخرطي.. بركات من الشيتة" اعتصم ناشطون في حركة "بركات" المعارضة للنظام، أمس، أمام مقر التلفزيون الجزائري وسط العاصمة، تنديدا بغلق السمعي البصري وحرمان المعارضة من الظهور في "مؤسسة عمومية يملكها الشعب، وليس أداة في يد النظام يستغلها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وحاشيته". كان الحضور الأمني مبالغا فيه لاحتواء وقفة احتجاجية دعا إليها نشطاء من حركة “بركات”، أمس، أمام مقر المؤسسة العمومية للتلفزة للتنديد بغلق السمعي البصري أمام الأصوات المعارضة، وتحويله إلى “أداة دعائية لفائدة رئيس الجمهورية وحاشيته”. وبدأ توافد نشطاء حركة “بركات” إلى شارع الشهداء في حدود الساعة العاشرة والنصف، فتفاجأوا بجدار أمني يعزلهم عن الاقتراب من بوابة مقر التلفزيون، وتم تغيير وجهتهم بنحو 100 متر عنه تفاديا لحدوث فوضى، لكن لم يقع تعنيف من طرف رجال الأمن للمتظاهرين، إلى غاية الانتهاء من الاحتجاج، سوى من ملاسنات خفيفة. ولاحظت “الخبر” بعين المكان أن ضباطا سامين من الشرطة (رتبتي عميد أول الشرطة وعميد شرطة) شاركوا في احتواء احتجاج حركة “بركات”، كدليل واضح أن الوقفة نتج عنها خوف مسبق لدى جهاز الشرطة، لاسيما وأن المتظاهرين نقلوا احتجاجهم من ساحة “أودان” وسط العاصمة إلى مقر التلفزيون الجزائري. ورفع نشطاء “بركات” شعارات أبرزها “حق المواطن في الإعلام”، “لا وصاية للنظام على وسائل الإعلام”، “لا للتعتيم وتضليل الرأي العام، “مؤسسة التفلزيون عامة وليس خاصة”، “بركات من الخرطي.. بركات من الشيتة”. وقالت الناشطة في الحركة أميرة بوراوي في تصريح ل«الخبر”، إن “العيش تحت ديكتاتورية ويستعملون التلفزيون كمؤسسة عمومية لتغليط الشعب، وهذا أمر لا يقبله أي جزائري، ويعتقدون أن المواطنين أغبياء ونحن نقول لهم إننا واعون، ولن ننتخب لأنّ الرئاسيات حسمت”. من جهته، قال الناشط في حركة “بركات” سمير بلعربي ل«الخبر”، إن “الوقفة الاحتجاجية أمام مقر المؤسسة العمومية للتلفزيون، جاءت لنقول بركات من الغلق الإعلامي، وبركات من استعمال التلفزيون لصالح فئة معينة من السلطة، وبركات من الكذب وتزييف الحقائق، ونطالب بأن تسخر هذه المؤسسة العمومية لفائدة خدمة الصالح العام”. كما اغتنم ضحايا بنك خليفة الوقفة الاحتجاجية لحركة “بركات”، وأعلن الناطق باسم جمعية الضحايا، عمر عابد، مساندتهم للحركة وأشار إلى أن “اليوم حضورنا ليس للمطالبة بحقنا في البترول أو الغاز، بل استرجاع أموالنا المنهوبة، ولنقول أيضا بركات من الكذب علينا لأنّكم (النظام) تستهزئون بالشعب”. وفي اتصال مع “الخبر”، ذكر وزير الإعلام الأسبق عبد العزيز رحابي، بأن “حركة بركات من حقها الظهور في التلفزيون الجزائري ونقل صوتها وإن كان معارضا للنظام أو رئيس الجمهورية”، مشيرا إلى أن “دفتر الأعباء الذي يسير المؤسسة العمومية للتلفزة الوطنية يعطي الكلمة للسلطة والمعارضة والمجتمع المدني، ومادام هناك غلق فمسؤولو هذه المؤسسة يخرقون القانون”. في المقابل، أعلنت حركة “بركات” عن تنظيم وقفة احتجاجية بعد غد الخميس، بساحة أودان بالعاصمة، لمعارضة العهدة الرابعة وتعسّف النظام، وذلك في إطار استكمال برنامج حركاتها الاحتجاجية المتزامنة مع انطلاق الحملة الانتخابية.