أعلن أمس النقيب الوطني، الأنور مصطفى، استقالته رسميا من على رأس الاتحاد الوطني لمنظمات المحامين، في أعقاب القرار الاستعجالي الذي أصدره أول أمس مجلس الدولة، بناء على دعوى رفعها نقيب العاصمة سلّيني عبد المجيد، والقاضي بتوقيف قرار الاتحاد بتعيين لجنة مستقلة للإشراف على انتخابات منظمة معسكر، إلى حين الفصل في الموضوع. اشتدّت القبضة الحديدية بين مجموعة من النقباء (11 نقيبا)، ورئيس الاتحاد على خلفية أزمة منظمة محامي معسكر، حيث أعلن هذا الأخير في تصريح خصّ به “الخبر” أمس، استقالته من منصبه كنقيب وطني، ردّا منه على الاتهامات التي كالها له مؤخرا مجموعة من النقباء، تتحدث عن استغلاله لمنصبه من أجل الظفر بعهدة ثانية على رأس الاتحاد من خلال منع نقيب معسكر صافا بن عائشة من الترشح للانتخابات بقرار من اللجنة المعينة من الاتحاد للإشراف على الانتخابات التي كانت مقررة نهار اليوم. وأمام هذا الوضع، دخل الاتحاد في أزمة حقيقية بفعل شغور منصب النقيب الوطني، بعد إشهار الاستقالة وعدم وجود نائب للرئيس في لوائح الاتحاد، فضلا عن احتمالات استمرار هذا الوضع طويلا بالنظر إلى إلغاء إجراء انتخابات منظمة معسكر تنفيذا للقرار الاستعجالي الذي أصدره مجلس الدولة أول أمس. علما أن هذه المنظمة هي المنظمة الوحيدة التي لم تجر فيها انتخابات تجديد أعضائها من أصل 17 منظمة جهوية موجودة في الوطن، وهو ما يؤشر إلى احتمالات تدخل وزارة العدل في المستقبل القريب لفض هذا الانسداد حسب التطورات التي ستأخذها الأحداث في الأيام القليلة القادمة. وحسب الأستاذ الأنور مصطفى، فإن قرار استقالته “الهدف منه تكذيب مزاعم سعيي للظفر بعهدة ثانية مثلما يفكر فيه من هم يُروّجون لذلك دون حياء ولا أخلاق”، في إشارة ضمنية منه إلى نقيب منظمة الجزائر العاصمة، مضيفا بأنه لم يتول زمام رئاسة الاتحاد عن طريق الانتخابات وإنما عن طريق التزكية من قبل عامة أعضاء المجلس، “وقد نجحت في تحقيق ما لم يستطع تحقيقه من شغلوا هذا المنصب لسنوات طويلة، باعتبار أن في فترة رئاستي تم صدور قانون المحامي الجديد الذي ظل معطلا لسنوات طويلة، فضلا عن نفض الغبار عن العديد من الملفات التي كانت مكدسة في رفوف وزارة العدالة، وعلى رأسها ملف المساعدات القضائية التي تضاعفت قيمتها ثلاث وأربع مرات عن السابق”، على حد قوله. وقد كانت اللجنة التي عيّنها الاتحاد لتنظيم انتخابات تجديد أعضاء منظمة معسكر، قد قررت إلغاء ترشح بعض المحامين للانتخابات التي كانت مقررة نهار اليوم من بينهم النقيب السابق للمنظمة.