يتوقع مراقبون أن "تحدد الانتخابات المحلية الجارية في تركيا المستقبل السياسي لرئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، وحزبه العدالة والتنمية ذي التوجه الإسلامي". فهذه هي أولى انتخابات تجري بعد احتجاجات شعبية على الحكومة، ونشر مواقع التواصل الاجتماعي مزاعم بضلوع بعض أعضائها في قضايا فساد، منهم أردغان نفسه. وقاد أردوغان الحملة الانتخابية بنفسه، وخطب في التجمعات الشعبية، مساندا مرشحي حزبه. وقد حجبت الحكومة موقعي تويتر ويوتيوب قبيل الانتخابات، بعد نشرهما تسريبات، وصفها أردوغان بأنها كاذبة ومهددة للأمن القومي. وقد خرج مساندون ومعارضون للحكومة في مظاهرات السبت في مدينة اسطنبول، التي شهدت احتجاجات حديقة غيزي في شهري أيار وحزيران. ويسعى حزب الشعب الجمهوري المعارض في هذه المدينة للفوز بمنصب العمدة وانتزاعه من حليف أردوغان، قادير توباز. وتقول بي بي سي إن "مرشح المعارضة، مصطفى ساريغول، طاف شوارع المدينة في حافلة مكشوفة، وهو يرمي القمصان الحمراء إلى الناس الذين يطلون من شرفات منازلهم"، مشيرة الى أن "هذه الانتخابات بمثابة استفتاء على شعبية أردوغان، الذي كان نفسه عمدة لمدينة إسطنبول". وقد هاجم رئيس الوزراء خصومه في الحملة الانتخابية واصفا إياهم "بالخونة"، متوجها إلى الجماهير بالقول: "اذهبوا إلى صناديق الاقتراع واعطوهم درسا، اعطوهم صفعة عثمانية". واضطر أردوغان إلى إلغاء مشاركته في عدد من التجمعات الشعبية، بسبب الإرهاق، إذ ظهر ذلك في صوته المبحوح. ويتزعم أردوغان حزب العدالة والتنمية ويرأس الوزارة منذ 2003، وحقق خلال تلك الفترة ما يعتبره البعض معجزة تنموية اقتصادية. وشهدت أغلب المدن التركية مظاهرات مؤيدة ومعارضة لسياسات أردوغان قبيل الانتخابات. ويحاول حزب الشعب العلماني استغلال مزاعم بفساد اعضاء في الحكومة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق مكاسب سياسية.لكن الخبراء يتوقعون أن يتمكن أردوغان وحزبه من تأكيد شعبيتهم في هذه الانتخابات. ويتوقع الخبراء أن يحصل حزب العدالة والتنمية على ملايين الأصوات في منطقة الاناضول التى تتسم بالاتجاه المتدين.