ألغى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لقاء كان مقررا أمس مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في مدينة رام الله في الضفة الغربية، ردا على توقيع الرئيس عباس على الانضمام ل15 معاهدة ومنظمة دولية، من بينها معاهدة جنيف التي تحدد معايير القانون الدولي للحرب والتي تنضم بموجبها السلطة الفلسطينية لمحكمة الجنايات الدولية، ويمكن عبره محاكمة مسؤولين إسرائيليين بجرائم ضد الإنسانية. ووقع الرئيس محمود عباس أبو مازن المعاهدات الخمس عشرة مساء أول أمس، بعد رفض إسرائيل إطلاق سراح الدفعة الرابعة والأخيرة للأسرى الفلسطينيين مقابل عدم انضمام السلطة الفلسطينية إلى المعاهدات الدولية بعد حصولها على صفة ”دولة” من جمعية الأممالمتحدة العام الماضي. وقام وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أمس وباسم الرئيس محمود عباس بتسليم وثائق انضمام دولة فلسطين إلى الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ”رسمياً” إلى الجهات الدولية المختصة، وهي روبرت سيري ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، وبول غارنيير ممثل الاتحاد السويسري، وكذلك نائب ممثل المملكة الهولندية. وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سيلتقي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بهدف إنقاذ المفاوضات المتعثرة بين الفلسطينيين وتمديدها إلى غاية 2015، غير أن رفض إسرائيل إطلاق سراح الأسرى وإعلان الحكومة الإسرائيلية استدراج عروض جديدة لبناء أكثر من 700 وحدة استيطانية في القدس الشرقية، دفع الرئيس الفلسطيني إلى التوقيع على انضمام دولة فلسطين إلى 15 معاهدة ومنظمة دولية دفعة واحدة. وحملت الرئاسة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن إفشال مهمة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أول أمس للمرة الثانية في غضون 24 ساعة في إطار جهوده لإنقاذ مفاوضات السلام. وكان وزير الخارجية الأمريكي يحاول انتزاع تسوية حول الإفراج عن دفعة جديدة من المعتقلين الفلسطينيين في إسرائيل. وقال كيري للصحفيين أمس في بروكسل حيث حضر اجتماعا وزاريا لحلف شمال الأطلسي ”هذه لحظة يجب أن نتحلى فيها بالرؤية الثاقبة والرزانة في هذه العملية”، مؤكدا أنه ”من السابق لأوانه تماما أن نستخلص الليلة أي نوع من الأحكام وبالطبع أي حكم نهائي على أحداث اليوم وإلى أين تتجه الأمور”. من جانبه اعتبر رئيس حكومة حركة حماس المقالة في غزة إسماعيل هنية أمس أن ”المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل تواجه نهاية مربكة ومضطربة”. على صعيد آخر، اقتحم مستوطنون يهود أمس باحات المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة تحت حماية عناصر من وحدات شرطة الاحتلال الإسرائيلي، وقاموا بالاعتداء على طالبات العلم. وأفادت تقارير إعلامية أن ”عددا من المستوطنين قاموا بحركات استفزازية والسب والشتم بألفاظ عنصرية، تصدى لها المصلون وطلاب وطالبات العلم في المسجد بالتكبير والتهليل، ونجحوا في طرد المستوطنين من باب السلسلة إحدى بوابات الأقصى”. وكان المئات من المستوطنين وطلبة المعاهد الدينية اليهودية قد اقتحموا أول أمس باحات المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مشددة، حيث ذكر محمود أبو العطا المنسق الإعلامي لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث أن ”نحو 200 مستوطن اقتحموا باحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة على 5 دفعات، حيث قاموا بجولات داخل ساحاته وأدوا أهازيج دينية”. وأضاف أن هذه الاقتحامات تزامنت مع ”اقتحام نحو 100 طالب من المعاهد اليهودية والجامعات الدينية للمسجد تحت حراسة إسرائيلية مشددة”.