قال كاتب الدولة الأمريكي، جون كيري، أمس، إن بلاده "تتطلع لانتخابات رئاسية في الجزائر تتسم بالشفافية وتستجيب للمعايير الدولية"، وأنها "ستعمل مع الرئيس الذي سيختاره الشعب الجزائري، بغرض تحقيق المستقبل الذي تستحقه الجزائر وجيرانها". وأعطى كيري، في كل محطات الزيارة، انطباعا أنه لم يناقش مسألة الرئاسيات تماما، وهو ما سانده فيه الوزير لعمامرة: "لم نناقش الملف أصلا، لأنه شأن داخلي لا نناقشه مع الشركاء". حاول كاتب الدولة الأمريكي جون كيري ألا يترك أي انطباع، في كل محطة من زيارته للجزائر، قد يفهم أنه موقف من الرئاسيات المقبلة، ومع ذلك فقد أطلق تصريحات من شأنها أن ”تعكر” صفو المجموعة الرئاسية أكثر مما يريحها، فكيري تمنى انتخابات شفافة، ولم يعبّر عن ارتياحه لمسار ”شفافية” الانتخابات، كما ورد في تقرير وكالة الأنباء الجزائرية، متعمدة أو سهوا، حيث قال، في افتتاح الدورة الثانية للحوار الإستراتيجي، حسب نص الخطاب الذي وزعه الفريق الإعلامي للسفارة الأمريكيةبالجزائر، ”ستشهدون انتخابات قادمة هنا في الجزائر بعد أسبوعين. إننا نتطلع قدما إلى انتخابات تكون شفافة ومنسجمة مع المعايير الدولية. والولاياتالمتحدة ستعمل مع الرئيس الذي يختاره الشعب الجزائري بغرض تحقيق المستقبل الذي تستحقه الجزائر وجيرانها”. وشرح كيري يقول ”وهو المستقبل الذي يمكن للمواطنين فيه التمتع بحرية ممارسة حقوقهم المدنية والسياسية وحقوق الإنسان”، وتكون فيه ”الشركات العالمية ومؤسسات الأعمال واثقة من قدرتها على الاستثمار على المدى البعيد”. وعليه، يتابع ”إنني اتطلع قُدما للتطورات التي انبثقت عن اجتماعات مجموعة العمل اليوم. وأتطلع على الخصوص، والرئيس أوباما تواق جدا لرؤية هذا المجهود، وهذا الحوار ينتج علاقات قوية. إن الرئيس أوباما ملتزم بتقوية التعاون بين الولاياتالمتحدةوالجزائر في الشهور والأعوام القادمة، وإنه لشرف أن أكون هنا”. وحاول كيري، ما أمكن، أن تخلو زيارته من أي انطباع له علاقة بموعد الرئاسيات، لذلك حرص، في أكثر من محطة مع صحفيين جزائريين، على التذكير بتفصيل مهم في رأيه، وهو أن الزيارة تأجلت في نهاية العام الماضي بسبب التزامات حول الملف النووي الإيراني، وإلا ما كانت ستتم وفق استنتاجه في هذا الظرف. وحتى في الندوة الصحفية التي عقدها رمطان لعمامرة رفقة كيري، فقد سمح للصحفيين الجزائريين بطرح سؤال وحيد كان متعلقا بالساحل الإفريقي، فيما سمح للصحفيين الأمريكيين المرافقين لكيري بدورهم بطرح سؤال وحيد خصص للملف الفلسطيني، وفي النهاية لم يطرح أي سؤال حول الرئاسيات على كاتب الدولة الأمريكي. وأقلقت زيارة كيري إلى الجزائر المنافسين الخمسة للرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة، في سياق الانتخابات الرئاسية، التي تجرى منتصف الشهر الجاري، لذلك كان ردّ الوزير رمطان لعمامرة سريعا، وقال في ختام محادثات جمعته بكيري، بمقر وزارة الخارجية: ”لم نناقش أصلا ملف الانتخابات الرئاسية. إنه شأن داخلي لا نناقشه في العادة مع شركائنا”. كما نفى لعمامرة، بشدة، وجود علاقة بين زيارتي أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وجون كيري للجزائر والانتخابات الرئاسية، وأجاب أنه ”لا توجد أي علاقة بين هاتين الزيارتين والانتخابات، لأن هذه الأخيرة أمر داخلي يخص الجزائر وحدها”. واعتبر أن هاتين الزيارتين ”تدلان على أهمية التعاون بين هذه الدول والجزائر، وعلى اطمئنان المجموعة الدولية على أن الانتخابات الرئاسية في الجزائر تسير بطريقة ديمقراطية وشفافة”. والتقى الرئيس بوتفليقة، مساء أمس، المسؤول الأمريكي، ساعات بعد استقبال أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بحضور كل من عبد القادر بن صالح، رئيس مجلس الأمة، ومحمد العربي ولد خليفة، رئيس المجلس الشعبي الوطني، وأحمد أويحيى، وزير الدولة رئيس الديوان برئاسة الجمهورية، وكريم جودي، وزير المالية.